نشر موقع "فيس 2 فيس أفريكا" الأمريكي تقريرا حول إرث الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بمناسبة حلول الذكرى الثامنة على اغتياله، والذي اعتبر فيه أن السبب الحقيقي لاغتيال القذافي هو إقدامه على صنع الدينار الأفريقي الذهبي الذي كان سيحدث تغيير حقيقي في الاقتصاد العالمي إذا ما تحقق.
وقال الموقع الذي يتخذ من ولاية نيويورك الأمريكية مقرا له، إن الزعيم الليبي معمر القذافي ولد في عام 1942 بالقرب من مدينة سرت. وكان القذافي -ابن مزارع بدوي متجول-رائعا في المدرسة وتخرج سريعا من جامعة ليبيا في عام 1963.
والتحق بالأكاديمية العسكرية الليبية وتخرج منها في عام 1965 وسرعان ما حصل على ترقيات بسبب براعته.
وبسبب عدم إعجابه بحكم الملك إدريس وهيمنة الرعايا الأجانب مثل الإيطاليين وغيرهم في البلاد، خطط القذافي مع ضباط آخرين للإطاحة بالملك.
وقال الموقع واصفا ثورة الفاتح إنه في 1 سبتمبر 1969 استولى القذافي ورجاله على البلاد في انقلاب غير دموي. وكان القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الهيئة الحاكمة الجديدة في ليبيا -مجلس قيادة الثورة-. وسرعان ما شكل الجمهورية العربية الليبية تحت شعار "الحرية والاشتراكية والوحدة".
وفور استتباب الأمر للقذافي انتقل تركيزه إلى إزالة القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية من ليبيا في عام 1970. وبحلول عام 1973 قام بتأميم جميع الأصول النفطية المملوكة للأجانب في البلاد وهي خطوة لم تغفرها له الدول الغربية. كما حظر المشروبات الكحولية والقمار وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية.
وبدأت حكومة مجلس قيادة الثورة عملية توجيه الأموال نحو توفير التعليم والرعاية الصحية والإسكان للجميع. وأصبح التعليم في البلاد مجانيًا والتعليم الابتدائي إلزاميًا لكلا الجنسين. وأصبحت الرعاية الطبية متاحة للجمهور دون أي تكلفة، ولكن توفير السكن للجميع كان مهمة لم تستطع حكومة مجلس قيادة الثورة إكمالها.
وفي عهد القذافي ارتفع دخل الفرد في البلاد إلى أكثر من 11 ألف دولار أمريكي وهو خامس أعلى معدل في أفريقيا.
وحكم القذافي لمدة 42 عامًا حتى وفاته في أكتوبر 2011، وحقق القذافي نجاحًا مثيرًا للإعجاب فيما يخص تحسين حياة شعبه.
وجاء في كتابه الأخضر على الليبيين امتلاك منازل لأنه كان حقًا أساسيًا. وكان الكتاب الأخضر فلسفته السياسية التي نشرت لأول مرة في عام 1975.
وخلال فترة حكم القذافي كانت ليبيا تفتخر بامتلاكها واحدة من أفضل خدمات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما ان التعليم والعلاج الطبي كان بالمجان.
وبالنظر إلى أن ليبيا دولة صحراوية إلى حد كبير، كانت هناك حاجة إلى نظام ري قوي للحفاظ على الحياة. وموّلت حكومة القذافي أكبر نظام للري في العالم بصنع أنهار لتزويد المواطنين بالمياه.
ومن بين أمور أخرى تم تقديم منحة للأمهات بعد الولادة مباشرة، وتم تشجيع الزراعة حيث تم منح الليبيين الذين يرغبون في بدء مزرعة ومنزلًا وأرضًا مزروعة ومواشي وبذور مجانًا.
وكان هناك كهرباء مجانية وبنزين رخيص وبنك حكومي قدم القروض للمواطنين بمعدل فائدة صفر في المئة ثم لم يكن هناك ديون خارجية وهو أمر نادر الحدوث للدول في إفريقيا. غالبًا ما تكون الدول الأفريقية مثقلة بالقروض بفائدة كبيرة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
لكن بشكل حاسم رفع القذافي مستوى تعليم الليبيين من 25 ٪ عندما ظهر كقائد إلى 87 ٪.
والتقى القذافي بالعديد من قادة العالم من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقد خطط هؤلاء الثلاثة للإطاحة به. وحكاية ساركوزي هي الأكثر فضولاً بالنظر إلى أنه تم التحقيق معه ووجهت إليه اتهامات في فرنسا لتلقي 42 مليون جنيه إسترليني من الأموال غير القانونية لحملته الانتخابية. أموال تعود للدولة الليبية.
في أوائل عام 2011 اندلعت حرب أهلية في ليبيا ضمن سياق "الربيع العربي" الأوسع. وشكلت قوات المتمردين المناهضة للقذافي لجنة اسمها المجلس الوطني الانتقالي في 27 فبراير 2011. وكان من المفترض أن تكون بمثابة سلطة مؤقتة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ومع ذلك تمكنت القوات المسلحة للدولة الليبية من تهدئة الانتفاضة. وبعد ذلك اختارت فرنسا وبريطانيا وأوباما فيما سيصبح تحالفًا متعدد الجنسيات بقيادة قوة الناتو خوض حربا ضد ليبيا. لقد احتاجوا إلى أمريكا من أجل قوة النار.
في 19 مارس 2011 توفر الغطاء الجوي للمتمردين على الأرض وبدأ الهجوم، وللضغط على القذافي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضده ومقربين منه في 27 يونيو 2011. وبحلول 20 أغسطس 2011 سقطت العاصمة الليبية طرابلس في أيدي المتمردين ما جعل القذافي يعود إلى مسقط رأسه بمدينة سرت.
ومع هجوم بطائرة بدون طيار من الولايات المتحدة وفرنسا على الموكب الذي كان به القذافي في سرت وتدمرت عشرات السيارات، واضطر القذافي وبعض رجاله المقربين نجحوا في الخروج من الحطام. فجاء المتمردون وحاولوا أسره أكثر من مرة دون جدوى.
وفي 20 أكتوبر 2011 عندما أسر المتمردون القذافي ونزف بشدة من جرح عميق على الجانب الأيسر من رأسه، ومن ذراعه ومن جروح أخرى في رقبته ومختلف أجزاء جسمه، تمت تصفيته.
وسرعان ما نشرت لحظات القذافي الأخيرة وهو معلق على شاحنة بيك آب ووجه ملطخ بالدماء والدماء تسيل على جسده.
وجرى وضع جثمانه في أرضية غرفة تخزين باردة في مدينة مصراتة .
وزعم المتمردون ومؤيدوهم الغربيون أنه أُطيح بالقذافي بسبب انتهاك حقوق المواطنين فضلاً عن بقائه الطويل في السلطة.
ربما تكون محاولته إدخال عملة إفريقية واحدة بغطاء ذهبي حتى يتمكن من إدخال تبادل تجاري يكون التعامل فيه مقصور على الدينار الذهبي الإفريقي وهو ما من شأنه إلقاء الاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى لكنه يحرر الدول الأفريقية من الديون والفقر كان هو السبب في الإطاحة بالزعيم القذافي.
واليوم أصبحت ليبيا في حالة خراب حيث لم تشهد أي تطورات منذ سقوط القذافي مع اعتراف أوباما بعدم وجود خطة بعد الإطاحة بالرئيس القذافي كانت واحدة من أسوأ أخطائه في الشؤون الخارجية.