تشهد القاهرة هذه الأيام إقامة مولد سيدنا الحسين، والذي يقام كل عام في ساحات مسجد الحسين الشهير، حيث توافد المئات من أبناء الطرق الصوفية ومحبي الإمام الحسيين من كل مكان للإحتفال، والذي سوف يشهد الليلة الكبيرة يوم الثلاثاء المقبل موعد ختام الاحتفالات.

وكان تردد خلال الفترة الماضية عن نية الطرق الصوفية في إلغاء الاحتفال نظرا لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها مصر، لكن عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية أكد أنه كل ما تم تداوله حول إلغاء الاحتفال هو مجرد اجتهادات لا أساس لها من الصحة، وهناك من يحاول ترويع المصريين ونشر أخبار كاذبة.

ويحتفل أبناء الطرق الصوفية في مصر بمولد سيدنا الحسين، وهو تعبير شائع لكنه غير صحيح، حيث تعود أصول الاحتفالات إلى نقل رأس الحسين بن على حفيد رسول الله سيدنا محمد إلى مكانه الحالي في منطقة الحسين الشهيرة بالقاهرة، وتعود رحلة نقل رأس "الحسين" بمصر إلى قصة طويلة، عندما تزينت مصر عام 548 هجرية لاستقبال رأس الحسين رضي الله عنه.

وانتشرت في محيط مسجد الحسين الأنوار والبخور والزينات المختلفة وامتلأت الساحة بالعديد من أبناء الطرق الصوفية والمصريين من كل المحافظات ومحبي الامام الحسين، للإحتفال بالذكرى السنوية وإحياء حلقات الذكر في جو روحاني.

وشملت مظاهر الاحتفال سوف قراءة القرآن وتلاوته وتنظيم حلقات للذكر والإنشاد، ووجود كما يلقي علماء الأزهر والأوقاف خطبا للحديث في معاني القران والدين الاسلامي.

ونصب أبناء الطرق الصوفية خيامهم بمحيط المسجد والتى كان من أبرزها خيمة كبيرة للمشيخة العامة للطرق الصوفية أخرى للسادة العلوانية الخلوتية أمام الباب الأخضر للمسجد في حين قام البعض الآخر منهم بنصب عدد من الخيم بالشوارع الجانبية للمسجد، كذلك نصب آخرون المنصات الخاصة للمنشدين الذين يرددون قصائد الصوفية وشكلوا العديد من حلقات الذكر، والتف حولهم عدد من المارة للاستماع الى تلك القصائد.

واقتربت "بوابة إفريقيا الإخبارية" من المحتفلين بالمولد لتسألهم عن سبب زيارتهم وشعورهم، حيث تقول السيدة فتحية المرتجي من صعيد مصر أنها جاءت لكي تطلب الشفاء لابنها المريض منذ أعوام، ولم يفلح الأطباء في شفائه، قائلة " أعرف جيدا أن الشفاء بيد الله، لذا جئت إلى سيدنا الحسين لأدعو الله أن يشفي ابني وسط تلك الأجواء الروحانية الشديدة.

أما الحاج ناصر سليمان ، فقال إنه يأتي إلى هنا كل عام لكي يحتفل مع الناس بمولد سيدنا الحسين، ويضع ما تيسر من النقود في خزانة الجامع والتوجه إلى الله بالدعاء.

لكن هناك من يتردد على المولد من أجل أن يأخذ نصيبه من الطعام الذي يتبرع به القادرون، بينما يأتي آخرون لكي يستمتعوا بالجو والطقس الاحتفالي الفريد من نوعه، وآخرون جاءوا للتسول فقط.