في ليبيا، توقف حوار الرصاص، من أجل إعطاء فرصة لحوار العقول الجاري في "جنيف" السويسرية، للم الشمل، وإعادة الأمن والاستقرار، سوى من بندقية ليست محسوبة على أي من الأطراف المتحاورة ما زالت تقاتل في رقعة شرقي البلاد.

وانطلقت الخميس الماضي، أولى جلسات الحوار المباشر بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض بمقر الأمم المتحدة بجنيف، وذلك ضمن مساعي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لحل الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا والتي تستمر منذ أشهر.

وعلى إثر ذلك أعلنت قوات فجر ليبيا وغرفة عمليات الشروق التابعة لها المكونتين من متشددين إسلاميين من مدينة مصراته، وغريان، والزاوي، و لزيتن، (وهما مدعومتان من المؤتمر الوطني العام)، وقف إطلاق النار من جانبها (تقاتلان في الغرب، ومنطقة الهلال النفطي في الوسط، وسبها والجفرة في الجنوب) لإتاحة الفرصة للحوار، فيما أقدمت رئاسة أركان الجيش المنبثقة عن البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) على خطوة مماثلة.

وفي هذا الصدد، قال أحمد هدية، المتحدث باسم "فجر ليبيا"، إن "الهدوء يسود كافة جبهات القتال في غرب وجنوب ليبيا منذ منتصف ليلة أمس"، مشيراً إلى "التزام" قواته بإعلانها وقف إطلاق النار منذ الجمعة الماضي.

يأتي ذلك فيما تستمر المعارك بمدينة بنغازي (شرق)، بوتيرة أشد عنفاً، منذ شهر.

وعن هذه الاشتباكات، قال العقيد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي ، لوكالة الأناضول، إن "هذه المعارك المسلحة استمرت في المدينة، لأن من يقاتل الجيش هناك هم جماعة أنصار الشريعة المصنفة في ليبيا ودوليا على أنها إرهابية".

وأضاف أن "تنظيم أنصار الشريعة ببنغازي ومن يواليه لا يعترفون بالحوار، ولا بالدولة، ولا بوقف إطلاق النار، كما أنهم لم يوقفوا نيرانهم ضد الجيش اليوم".

وتابع "قوات فجر ليبيا المناهضة لنا، أعلنت وقف إطلاق النار قبل يومين، واحترمنا ذلك كون لديها قادة سياسيون من مدينة مصراته يمثلونهم في حوار جنيف".

وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، أعلنت في بيانها، أمس الأحد، أن قرار وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو على كافة جبهات القتال والذي بدأ من الساعة 12 من منتصف ليلة الأحد بالتوقيت المحلي (22.00 تغ) "جاء احتراماًَ للمفاوضات في جنيف، ومستثنياً ملاحقة الإرهابيين الذين لا يعترفون بحق الليبيين في بناء دولتهم ولا يقررون الأسس الديمقراطية".

ويشارك في حوار جنيف، كل من مجلس النواب المنعقد في طبرق، ونواب مقاطعين لجلساته، ونواب من المؤتمر الوطني العام بطرابلس، معارضين لعودة المؤتمر للانعقاد، إلى جانب المجلس البلدي في مصراته التي تعتبر أكبر المدن الداعمة لقوات "فجر ليبيا" سياسياً وعسكرياً.

فيما اشترط المؤتمر الوطني العام، لمشاركته، عقد الحوار داخل ليبيا، قبل أن تعلن البعثة الأممية موافقتها على ذلك‎.