بداية الشهر الحالي صرح مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، مارك غرانت خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا قائلا:"نحن نريد حكومة وحدة وطنية يكون لها اتفاق باستخدام الأسلحة الموجودة والأسلحة التي سوف تحصل عليها الحكومة في مواجهة تهديد داعش"، مضيفاً "هذه برأينا أفضل طريقة لمواجهة داعش، وعندما يكون هناك تحالف واسع وحكومة وحدة وطنية واسعة فعندها يمكن أن نساعد هذه الحكومة لمحاربة التنظيم.

وفي الوقت الراهن من يحارب داعش فقط هم ميليشيات مصراتة". وقد كشفت هذه التصريحات بوضوح على مراهنة الغرب وتحديدا بريطانيا على ميليشيات درع ليبيا القادمة من مدينة مصراته كقوة عسكرية وحيدة لمواجهة "الخطر الداعشي" الذي أصبح يتمدد بسرعة كبيرة على جسد الخارطة الليبية.

ويبدو أن الحكومات الغربية بدأت تبحث لها عن وكيل لقتال داعش في ليبيا، كما فعلت في العراق وسورية بالصحوات وفي أفغانستان بقوات تحالف الشمال في مواجهة الطالبان والقاعدة. ماضية في سياستها الأثيرة في المنطقة "اضربوا هؤلاء بهؤلاء".

فمن هي ميليشيات درع ليبيا؟ كيف تشكلت؟ من مولها؟ وكيف كان خط سير نشاطها خلال الأربع سنوات الماضية؟
التأسيس و التمويل والأهداف

ميليشيا محسوبة على تيار جماعة الإخوان المسلمين، وتضم داخلها ثلاث ألوية رئيسية، لواء درع المنطقة الوسطى والذي يتخذ من مدينة مصراته مقر له، لواء درع المنطقة الشرقية في بنغازي و لواء المنطقة الغربية في الخمس و طرابلس، و بالرغم من الادعاء بأنها قوات نظامية تابعة لوزارة الدفاع الليبية، غير أن قادتها لا ينتمون للمؤسسة العسكرية الرسمية، وكانت تحظى بدعم شخصي و رسمي من وكيل وزارة الدفاع الليبية، خالد الشريف، وهو مقاتل سابق في صفوف التيار الجهادي الليبي في أفغنستان.

ظهرت لأول مرة في آذار/مارس 2012، عندما تم تجنيد المتمردين الذين قاتلوا على الجبهة الشرقية خلال أحداث 17 فبراير من قبل قادة الميليشيات والحكومة.

ويبدو أن مهمة هذه القوات كانت في البداية القيام بدوريات عادية على طول الحدود الجنوبية الشرقية الهشة للدولة الليبية، بيد اتًهِمت المليشيات باستخدام القوة الغاشمة عندما أُرسِلت إلى مدينة الكفرة في نيسان/أبريل 2012 وذلك لوقف الاشتباكات بين قبيلة الزوي العربية وقبيلة التبو التي تمثل الأقلية.

وقد انحازت هذه المليشيات مع العرب مما أدى إلى تزايد حدة الاتهامات من جانب قبيلة التبو والتي مفادها أن المقاتلين في قوات "درع ليبيا" كانوا يتبعون "سياسة إبادة"؛ ويذكر أن هذه المليشيات قد أجبرت فيما بعد على الانسحاب.

و تعتبر درع ليبيا تحالف ميليشيات من مدن ساحلية إلى الغرب والشرق من طرابلس.. وأساسا الزاوية في الغرب ومصراتة في الشرق.

كان المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته قد نقل درع ليبيا إلى طرابلس في أغسطس 2014 لتعزيز الأمن عقب ازدياد التوتر وانتشار المخاوف من احتمال سيطرت قوات الكرامة على العاصمة طرابلس. وتشكلت قوات درع ليبيا في البداية كجيش احتياطي وله ميزانية من الدولة غير أنها وقت في ارتكاب جرائم عرقية وطائفية ومناطقية ضد خصومها.

العلاقات مع الجهاديين
وتتهم درع ليبيا بالوقوف خلف هجمات طائفية ضد الأقباط في بنغازي والتحالف مع الجماعات الجهادية. اتهم المسيحيون الأقباط في بنغازي اللواء الأول في قوات "درع ليبيا" -- الوحدة التي أطلقت النار على المحتجين في نهاية الأسبوع المنصرم -- بأنها تدير مركزاً للتعذيب وتستهدف الأشخاص الذين يرسمون الصليب على بواطن معاصمهم. وفي تقرير أصدرته مكتبة الكونغرس الأمريكي في آب/أغسطس 2012 صُنف قائد درع ليبيا وسام بن حميد ونائبه حافظ العقوري، (الملقب حياك الله)، كمتعاطفين مع الجهاديين. وعلاوة على ذلك، خلال عرض طابور قام به الجهاديون في سرت في أوائل عام 2012، وردت تقارير بأن بن حميد استضاف مختار بلمختار، الزعيم السابق لـ تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» المرتبط بالهجوم على القنصلية الأمريكية في أيلول/سبتمبر والهجوم على منشأة "عين أميناس" للغاز في الجزائر في 16 كانون الثاني/يناير 2012.

تتبعها أيضا مجموعة غرفة عمليات ثوار ليبيا و هي ميليشيا ذات توجهات إسلامية و تعتبر من الأذرع القوية للدروع، و قد وصل الأمر حد اختطاف رئيس الوزراء الأسبق، علي زيدان من منزله في 10 أكتوبر 2013 الماضي بعد خلافات مع الجماعة داخل البرلمان، وكذلك قامت باختطاف دبلوماسيين في السفارة المصرية في طرابلس وهم الملحقين الثقافي والتجاري في السفارة إضافة لثلاثة موظفين آخرين، فضلاً عن خطف الملحق الإداري بعد القبض على رئيسها شعبان هدية في الإسكندرية من قبل السلطات المصرية في 23 يناير 2014.