ميناء زواره التجاري، من الموانئ القديمة جدا في ليبيا، أنشأ عام 1935 بالنظر لموقع المدينة الاستراتيجي على ساحل البحر المتوسط، لكن هذا الميناء لم يحظ باهتمام ولم يستغل بشكل جيد أو يتم تطويره، حتى تعاقدت الدولة الليبية عام 2010 مع شركة أجنبية لتطويره وخاصة في عملية عمق الحوض الرصيف وأمور فنية أخرى.
وبدأت الشركة المنفذة لمشروع تطوير ميناء زوارة في الأعمال الميدانية لكنها توقفت عن العمل وتوقفت معه أحلام وطموحات أهالي المنطقة في أن يكون الميناء بداية طفرة اقتصادية كبرى تعود بالنفع على المنطقة الغربية عامة وزواره خاصة.
ولتسليط الضوء على الوضع الحالي لميناء زوارة ومعرفة المشاكل التي تسبب في توقف تطويره والاجراءات التي اتخذتها البلدية والمسؤولين في المنطقة من أجل استكمال المشروع والجدوى الاقتصادية منه التقت "بوابة افريقيا الاخبارية" بالمهندس زهير المسخوط الذي حدثنا عن كل تلك المسائل.
ويقول المسخوط إن ميناء زواره أحد الموانئ التجارية التابعة للدولة الليبية، وتبعيته لمصلحة الموانئ والنقل البحري، التي تتبع وزارة المواصلات وتقوم الشركة الليبية للموانئ بتشغيله، وهو أحد منافذ الدولة الليبية حيث تعمل داخله الأجهزة الرسمية مثل الجمارك والجوازات وغيرها.
ويضيف، إن عملية تطوير وتوسعة الميناء بدأت عام 2010 مع شركة أجنبية حيث تضمن المشروع صيانة حاجز الأمواج الذي تم بناؤه في عام 1935، وإزالة الرصيف الحالي وإنشاء أرصفة أخرى، وتعميق الغاطس إلى 7.60 متر لاستقبال السفن الكبيرة بالإضافة إلى انشاء بعض المباني والإنارة وتعبيد الطرق داخل الميناء.
مشاكل إدارية
وتابع المهندس زهير المسخوط قائلا "وبعد فترة وجيزة من بدء الشركة في عملها واجهتها عدد من المشاكل المتعلقة بالبيروقراطية الإدارية التي ساهمت في تعطيل العمل، وخاصة تأخر تنفيذ الاجراءات المالية وغيرها، ولاحقا طلبت الشركة المنفذة للمشروع طالبت أن يكون جزء من قيمة العقد بالعملة الصعبة مقابل أن تستأنف العمل بالمشروع، وهذا الطلب كان يحتاج إلى إجراءات طويلة لأن التأجيل الذي حصل استمر لسنوات وبالتالي الأسعار تغيرت وكان لابد من تعديل في قيمة العقد".
وأضاف المسؤول بميناء زوارة، إنه بعد الموافقة على أغلب طلبات الشركة المنفذة لتعود للعمل، قام ديوان المحاسبة بإيقاف العمل بالميناء للتحقيق في بعض الاجراءات الإدارية قبل أن يمنح الإذن للشركة بالمباشرة في العمل".
وأشار إلى أنه نتيجة لهذه المشاكل الكثيرة والعديدة في هذا الشأن، حاولوا وضع الصورة أمام الجهات الرسمية بالمدينة كي تساعدهم في تذليلها وكان الدور الكبير لبلدية زواره من خلال عميد البلدية حيث تواصل مع كل الجهات بما فيها ديوان المحاسبة وأكد الأخير أنه ينتظر موافقة أمنية من وزارة الداخلية تؤكد أن الميناء تحت سيطرة الدولة ويتوفر فيه الأمن حتى يمنح الإذن للشركة المنفذة بالاستمرار في تنفيذ مشروعها داخل الميناء.
ولفت المهندس زهير المسخوط إلى أن اجتماعات كثيرة عقدت داخل مدينة زوارة لوضع خطة أمنية للسيطرة على الميناء وحماية العاملين بالشركة أثناء تواجدهم في المشروع وكانت النتائج إيجابية وكان التعاون ظاهرا خاصة من الأجهزة الأمنية بالمدينة.
وبحسب المهندس المسخوط فإن الشركة المنفذة لمشروع تطوير ميناء زوارة لديها ممثلين بالميناء، وجميع معداتها ولآلياتها لا تزال موجودة وطبعا هذه إشارة جيدة للشركة المنفذة فأبدت رغبتها واستعداها للعودة للعمل من جديد، علما أن الفترة الزمنية تجاوزت الستة سنوات وهى مدة كفيلة بضياع معدات وسيارات وآليات ثقيلة بهذا الحجم ، في ظل ظروف أمنية كالتي شهدتها ليبيا في السنوات الماضية.
* في انتظار الموافقة الأمنية
ويردف المسؤول بالميناء قائلا " بعد كل ما تقدم توجهنا لوزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشا أغا وقدمنا له ملف متكامل عن وضع ميناء زواره التجاري وعن وضع الشركة، وكان رده إيجابيا وأكد أنه سيوجه خلال الأيام القليلة القادمة رسالة إلى ديوان المحاسبة بالموفقة الأمنية على استكمال مشروع تطوير الميناء.
وأكد المسخوط أن الأوضاع تحسنت كثيرا عن السابق فيما يتعلق بالاهتمام الحكومي بتنفيذ المشروع، مشيرا إلى أن التقى وكيل وزارة المواصلات ومدير إدارة المشروعات وقدم لهم ملفا متكاملا خلال المرحلة التي وصل فيها انجاز المشروع وأهميته في أن يكون رافدا اقتصاديا جديدا للدولة وللمنطقة الغربية.
وبخصوص الجدوى الاقتصادية من تجهيز وتطوير ميناء زواره التجاري يقول المسخوط ميناء زواره التجاري يصنف على انه ميناء شبه طبيعي، واختياره لم يكن عشوائي بل كان اختيارا عمليا، كما ان قربه من ميناء طرابلس يكسيه أهمية بالغة حيث يمكن أن يكون بديلا لميناء طرابلس إثناء الأزمات.
وتابع إن موقع الميناء قرب الحدود التونسية، يسهل على التجار حركة نقل بضائعهم، والدراسات تؤكد أن ميناء زواره يستطيع أن يقدم خدماته لأكثر من مليون نسمة وهذا رقم كبير عندما تستطيع أن توفر خدمات ومواد غذائية لهذا العدد الهائل من البشر.
وأكد المهندس زهير المسخوط في ختام حديثه، أن هناك إقبال كبير جدا من التجار والموردين للمساهمة بتحسين وتجهيز ميناء زواره ليكون جاهزا لاستقبال سفن شحن، وتجهيز رصيف للركاب لتنشيط الحركة السياحة والاقتصادية بالمدينة وبالمنطقة، معربا عن الأمل في أن يكون ميناء زواره التجاري شريان الحياة بالمنطقة الغربية بتكاثف جهود الجميع.