أعرب  ويليام روتو، نائب الرئيس الكيني، اليوم الثلاثاء، عن تفهم بلاده للمساعي التي تبذلها إريتريا لتعزيز السلام بالمنطقة.جاء ذلك خلال استقباله السفير الإريتري لدى كينيا، بيني روسوم، حسبما أفاد التليفزيون الإريتري في بيان مصور بثه صباح اليوم.

وقال نائب الرئيس الكيني، ويليام روتو، إن "بلاده لديها فهم واضح للمساعي النشطة التي تبذلها إريتريا لتعزيز السلام في المنطقة".وأبدى المسؤول الكيني استعداد حكومة بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع نظيرتها الإريترية في كافة المجالات.

وذكر التليفزيون الإريتري الرسمي أن "مباحثات السفير الإريتري ونائب الرئيس الكيني تركزت خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين".وتطرقت مباحثات الجانبين إلى مناقشة آخر التطورات في منطقة القرن الأفريقي، وكذلك الاستعدادات الجارية لتسيير رحلات الخطوط الكينية والإريترية بين نيروبي وأسمرا، لتعزيز التعاون في كافة المجالات.

ونقل التليفزيون عن سفير إريتريا، بيني روسوم، قوله، إنه "أطلع نائب الرئيس الكيني على الجهود التي تقوم بها إريتريا، لتعزيز السلام في المنطقة على الرغم من المساعي التي تعترضها لتحقيق هذه الغاية".وأشار روسوم إلى أن "بلاده تؤمن بأن حل أزمة شعب جنوب السودان يجب أن تحل داخليا بعيد عن التدخلات الخارجية".

وشهدت العلاقة بين البلدين توترًا، إثر اتهام السلطات الكينية لنظيرتها الإريترية بدعم حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، وتقدمها بالشكوى من خلال الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى الأمم المتحدة، وبموجب هذه الشكوى فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على إريتريا عام 2009.

من جانبها، تتهم إريتريا كينيا منذ مارس/آذار الماضي بالوقوف مع إثيوبيا ضدها، بعد اتهامات وجهتها إثيوبيا إلى إريتريا بالتورط في صراع جنوب السودان، وهي الاتهامات التي نفتها إريتريا، معتبرة أنها تعترض جهودها للمشاركة في حل النزاع في جوبا، ومنذ تلك الفترة توقفت رحلات الطيران بين البلدين.

وكانت الحكومة الكينية، قد شنت حملة واسعة، ولا سيما في مدينة "مومباسا" الساحلية، ضد أشخاص يشتبه ارتباطهم بمسلحي حركة "الشباب المجهادين" الصومالية المحسوبة على تنظيم القاعدة.وأعلنت حالة التأهب القصوى في كينيا منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إثر مقتل 67 شخصا على الأقل في هجوم استمر 4 أيام على  مركز "ويست غيت" التجاري للتسوق في نيروبي، وأعلنت "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية المتمردة مسؤوليتها عن الهجوم.وتزايدت هجمات "حركة الشباب" ضد كينيا، بشكل كبير بعد إرسال الأخيرة قواتها الي الصومال في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011، لإعادة سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو على الأوضاع.

وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.وتشهد دولة جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، الذي يتهمه الأخير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه الأول. ولقى عشرات الآلاف حتفهم في الصراع كما نزح حوالى مليون شخص عن منازلهم.

وأخفق توقيع طرفي النزاع اتفاق لوقف إطلاق النار أواخر يناير/كانون ثاني الماضي، في إخماد الإعمال العدائية بينهما.وتقود الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) عملية الوساطة بين طرفي النزاع في جنوب السودان، ومنذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية، لم يعلن عن أي تقدم في المفاوضات.