تقول النائب اليسارية في السويد أمينة كاكاباف والتي كانت من مقاتلي قوات البشمركة المعارضة للنظام الإيراني "كنا ساذجين بشأن دمج" المهاجرين في هذه الدولة الإسكندنافية، محذرة من أن "الأصولية" تتقدم في الأحياء وتغذي اليمين المتطرف.

وأدى إصرارها على التنديد بـ"التطرف الديني" و"قمع النساء المتصل بتقاليد الشرف" في المجتمعات الكردية أو العربية في السويد إلى توجيه تهديدات إلى هذه الأربعينية الكردية الإيرانية الأصل.

وفي البداية، استبعدتها اللجنة الانتخابية لحزب اليسار (شيوعيون سابقون) من الترشح من جديد إلى الانتخابات التشريعية في التاسع من سبتمبر (أيلول)، إلا أن تصويتاً للناشطين قد أنقذها. في نهاية المطاف، لا تجد نفسها في وضع يؤهلها لأن تصبح نائبا.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قبل يومين من الانتخابات، قالت أمينة كاكاباف: "كنا سذجاً، افتقرنا إلى الشجاعة، لم تتوافر لدينا أي خطة" عندما استقبلنا في 2015 أكثر من 160 ألف طالب لجوء، يشكل السوريون أكثريتهم، فيما تواجه السويد "مشاكل اندماج منذ 20 عاماً".

وأضافت "هذا هو السبب الذي يمكن أن يصبح فيه "ديموقراطيو السويد" وهو حزب عنصري الحزب الثاني" في البلاد.

وتفيد استطلاعات الرأي أن حزب "ديموقراطيو السويد" المعادي للهجرة والذي أسسه في 1988 ناشطون سابقون من النازيين الجدد، يمكن أن يحصل على أكثر من عشرين بالمئة من الأصوات، خلف حزب "الاشتراكيون الديموقراطيون" برئاسة رئيس الوزراء ستيفان لوفن، وأن يتساوى مع المحافظين.

وأعربت كاكاباف عن قلقها لأن طالبي اللجوء عاشوا "الحرب والديكتاتورية، وعرفوا داعش أو أنظمة مماثلة" في سوريا والعراق أو في أفغانستان.

وأضافت ضاحكة أن السويد "تزداد انقساماً". وقالت إن "المجتمع المتعدد الثقافة قد أسيء بناؤه طوال أكثر من عقدين، وهذا ما أدى إلى انفصال بين المجموعات" واحتدام النقاش إلى درجة أنه بات من المحرمات.

وأبدت امينة كاكاباف أسفها بالقول إن حزب "ديموقراطيو السويد" قد "استغل المجال العام في حين أن لديه نوايا لا تمت بصلة إلى الرغبة في مساعدة الفئات الأضعف. الآن هم أبطال لأن الآخرين لا يجرؤون على مواجهة التحدي".

تقول أمينة التي يهددها "العنصريون والأصوليون" إنها اليوم تحظى بحماية الوكالة السويدية للاستخبارات الداخلية ومكافحة التجسس (سابو).

وتؤكد هذه النائب المستاءة أن النظام الملكي البرلماني الذي يتباهى بأنها "قوة عظمى إنسانية" ونموذج للتسامح، يبقى "بلداً للفرص". وأوجزت المسألة بالقول: "وصلت إلى هنا أمية، وبعد ست سنوات دخلت الجامعة وأنا نائب منذ عشر سنوات".

وبما أنها قاتلت في صفوف الأكراد في إيران، كان يمكن أن تعاقب بالإعدام، وقد وصلت إلى السويد في 1992 بصفة لاجئة.

وعلى صورة غلاف سيرتها الذاتية المنشورة في 2016، ترتدي أمينة كاكاباف التي تبدو على وجهها ملامح الشباب، زي البشمركة وتحمل على كتفها بندقية كلاشنيكوف ومسدساً على خصرها، وجعبة خرطوش من الجلد.

وفي ستوكهولم، حصلت على إجازات في العمل الاجتماعي والفلسفة، وأسست في 2005 الفرع السويدي لجمعية "لا مومسات ولا خاضعات" التي نشأت في فرنسا مطلع الألفية الثانية للتنديد بالاستغلال الجنسي والعنف ضد النساء.

وهي تناضل خصوصاً لمنع الفتيات القاصرات من ارتداء الحجاب. وما زالت المدارس التي يؤرقها العداء الذي تثيره، لا تجرؤ على دعوتها.

كذلك يشكل منع المدارس الطائفية جزءاً من برنامجها.

ماذا ستفعل إذا لم تنتخب من جديد؟

"أفعل شيئا آخر"، أجابت. واضافت "ربما عمل اجتماعي لدى النساء اللواتي يتعرضن للقمع في بلد آخر، في قارة أخرى".