كشف الفرنسي "أرنو" أخر رهينة نجت من مذبحة مسرح باتاكلان، تفاصيل غير معروفة عن احتجازه وعن تصرف الانتحاريين قبل تفجير اثنين منهم أنفسهم، وقبل أن تقتل الشرطة الثالث، في حديث أدلى به لصحيفة لوموند الفرنسية، أمس الأربعاء، بعد أن أدلى بها أمام القضاء والمحققين.

وأوضح أرنو الذي حضر العرض الموسيقي في مسرح باتاكلان مع زوجته، أنه أمضى قرابة ساعتين مع الانتحاريين، قبل أن ينجو من الموت بأعجوبة، بعد إصابته بشكل طفيف في مناطق مختلفة، إضافة إلى اضطرابات في السمع بسبب الانفجار، أنه مقتنع تمام الاقتناع أن الانتحاريين لم يكونوا ينوون احتجاز رهائن، قبل تفجير أنفسهم.

وأضاف الشهيد أن الإرهابيين أجبروه على الحراسة مع عدد آخر من الرهائن لتفادي هجوم مفاجئ للشرطة، مهددين بتصفية زوجته إذا لم يفعل، وبفضل هذه المهمة، بقي الرجل على قيد الحياة، ولكن أيضاً أمكن له التواصل مع الخاطفين حتى النهاية.

وعن الانتحاريين الثلاثة، فؤاد محمد عقاد، وإسماعيل عمر مصطفاي وسامي عميمور، يقول ارنو أنه لا يشك أبداً في أنهم" كانوا تحت تأثير المخدرات، بسبب التعرق الشديد والعطش، والخطاب غير المتناسق والمهتز، فكانوا يتحدثون عن سوريا وعن فرانسوا هولاند وعن داعش في نفس الوقت وبلا رابط منطقي أو تسلسل" وهي أعراض الواقع تحت تأثير أدوية شديدة الفعالية أو المخدرات.

وبسبب المخدرات، لم يفكر الخاطفون مثلاً في الاتصال بالشرطة إلا بعد أكثر من ساعة من الارتباك والتخبط، والتساؤل "ماذا سنفعل ؟ وماذا بعد، ثم ماذا؟" حتى اقترح عليهم أحد الرهائن ببساطة الاتصال بالشرطة وإعلامها بشروطهم أو برغباتهم.

ويضيف الرهينة السابق "كان واضحاً أن كل العملية جرت بلا تخطيط محكم أو مسبق، حتى أنهم لم يعرفوا ماذا يطلبون من الشرطة" وقبل ذلك كان "كل همهم العثور على جهاز لاسلكي للاتصال بالشرطة" وبعد اقتراح فكرة المكالمة الهاتفية" لم يجدوا ما يطلبون في النهاية".