قدم الكاتب والإعلامي المغربي الشاب نبيل دريوش، كتابه الجديد "الجوار الحذر" بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط.

ويعتبر الكاتب أحد الوجوه الإعلامية المغربية المهتمة بالشأن المغربي الاسباني المشترك، نظرا لاشتغاله طويلا على قضايا تهم العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى اشتغاله لمدة طويلة كإعلامي ومراسل صحفي للعديد من المنابر الإعلامية المغربية من العاصمة الاسبانية مدريد.

وقد تناول مؤلف الكتاب في إصداره الجديد، بالتحليل والبحث العلاقات المغربية الإسبانية منذ وفاة ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، إلى تنحي العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس عن العرش.

ويقع الكتاب في 205 صفحة من الحجم المتوسط، ويشكل "خريطة طريق" للباحثين كما يقدم جردا للأحداث دون التعمق في تفاصيلها، ويساعد على التوقف عند المحطات المهمة، ويعتمد لغة صحافية سلسة دون الابتعاد عن التاريخ الراهن، ويتضمن معلومات تنشر لأول مرة خاصة منها الحوارات مع سياسيين مغاربة وإسبان كانوا في مواقع القرار

وخصص مؤلف الكتاب نبيل دريوش الفصل الثاني (40 صفحة) من الكتاب، الذي تضمن ثلاثة محاور، لمرحلة حكم الاشتراكيين (2004-2011)، مواصلا اعتماده منهجية التركيز على الأشخاص من خلال شخصية خوصي لويس ثاباتيرو صاحب كتاب "جاران متباعدان".

وعنون دريوش القسم الأول ب"شهر العسل 2004-2008" والفصل الثاني ب"سنوات البرود".

وركز نبيل دريوش على التنسيق الأمني والمعلوماتي بين المغرب وإسبانيا في أعقاب تفجيرات مدريد وذلك بعد الإحساس بوجود خطر مشترك، باعتبار هذه التفجيرات "شوطا ثانيا" لتفجيرات الدار البيضاء في 16 ماي 2003 ، وكذا على موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية باعتبارها "قضية رأي عام إسباني وورقة انتخابية"، ومن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.

وفي الفصل الثالث من الكتاب، تناول الباحث في 60 صفحة موقف اليمين الإسباني المعادي للمغرب بخصوص أحداث مخيم أكديم إزيك بمدينة العيون، فيما لم ينسجم الفصل الرابع (40 صفحة) مع باقي الفصول، ولم يحترم الترتيب الكرونولوجي للأحداث.

وفي كلمة للإعلامي نبيل دريوش، أكد أن المغرب رقم رئيسي في السياسة الخارجية الإسبانية، ولكن بالمقابل لا يوجد بالمغرب اهتمام وإدراك كافيان بأهمية الجار الشمالي، "ربما بسبب الإغواء الذي ما زالت تثيره فرنسا في الذهنية المغربية، بما في ذلك مربعات القرار والنخب، التي ما زالت تحتفظ بصورة عن البلدين تجاوزها الزمن"، مشيرا إلى أنه "من الممكن إحداث توازن معرفي مع إسبانيا" وإن كان الكفة تميل لصالحها في الجوانب الاقتصادية والعسكرية وغيرها.