نجا نائب الرئيس الأفغاني عبد الرشيد دوستم، السبت، من هجوم استهدف موكبه، وأسفر عن مقتل أحد حراسه وإصابة اثنين آخرين على الأقل.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن موكب دوستم وقع في كمين نصبه مجهولون، حينما كان في طريق عودته من مدينة مزار الشريف الواقعة في ولاية بلخ إلى ولاية جوزان شمالي أفغانستان، بعدما شارك في حملة انتخابية.

وعين دوستم عام 2014 نائبا للرئيس الأفغاني أشرف غني، وهذه ثاني محاولة اغتيال تستهدف دوستم، ففي 22 يوليو 2018، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، عبر "التليجرام"، مسئوليته عن التفجير، الذي استهدف دوستم، في مطار كابول الدولي، خلال عودته من المنفى.

وكان 11 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 14 شخصا آخرون بجروح، عندما فجر شخص نفسه في 22 يوليو عند مدخل مطار كابول الدولي، تزامنا مع تجمع العشرات لاستقبال دوستم، الذي عاد إلى البلاد، بعد أكثر من عام في المنفى، على إثر اتهامه بقتل منافس له.

ونقلت "فرانس برس" حينها عن بشير أحمد تايانج، الناطق باسم دوستم، قوله: "إن نائب الرئيس الأفغاني، الذي كان يرتدي بزة غربية ونظارتين شمسيتين، كان في عربة مصفحة ولم يصب في الانفجار".

ولقي دوستم، الذي يرتبط اسمه بانتهاكات لحقوق الإنسان في أفغانستان، استقبالا حافلا أثناء نزوله من طائرة مستأجرة، آتيا من تركيا، حيث كان يعيش هناك منذ مايو 2017.

وتجمع كان عشرات من كبار المسئولين في الحكومة الأفغانية والزعماء السياسيين وأنصار في المطار لاستقبال دوستم، المتحدر من اثنية أوزبكية.

وجاءت عودة دوستم وسط احتجاجات عنيفة في الكثير من الولايات في مناطق شمال أفغانستان، التي تعتبر قاعدته التقليدية.

وذكر مراقبون أن الرئيس الأفغاني أشرف غني أعطى الضوء الأخضر لعودة دوستم، لإحلال الاستقرار في شمال أفغانستان، وضمان الحصول على دعم أبناء الاثنية الاوزبكية له قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، والتي يتوقع أن يشارك فيها.

ودوستم عرف لعقود بأنه زعيم حرب لا يتورع عن اقتراف أبشع الممارسات، ومن ذلك اتهامه بقتل ألفين من معتقلي "طالبان"، بعد حبسهم في حاويات في 2001، ما أسفر عن مصرعهم اختناقا.

وغادر دوستم أفغانستان في مايو 2017 بعد اتهامه بارتكاب جريمة تعذيب ضد منافس سياسي له، إلا أنه نفى التهم، وقال إنه غادر البلاد لإجراء فحوص طبية ولأسباب عائلية.

وفي 2009، وصف الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني الزعيم الأوزبكي دوستم بأنه "قاتل معروف"، إلا أنه اختاره نائبا له بانتخابات الرئاسة في 2014 لضمان تمثيل كافة القوميات في البلاد.

وأدين سبعة من حراس دوستم الشخصيين بالاعتداء الجسدي والسجن غير القانوني لمنافسه السياسي احمد ايشجي، وهو حاكم إقليمي سابق في شمال أفغانستان.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الأفغانية هارون شاخانسوري في 22 يوليو الماضي بأن دوستم سيستأنف واجباته عند عودته، ورفض شاخانسوري الرد على أسئلة في شأن ما إذا كان دوستم سيواجه تهما في شأن هذا الحادث، وقال: "القضاء هو جهاز مستقل، والحكومة لا تتدخل في قراراته".

ويشكل الأوزبك في أفغانستان المرتبة الثالثة في عرقيات المجتمع بنسبة 10% ويتركزون في الولايات الشمالية التي كان يسيطر عليها الجنرال عبد الرشيد دوستم الذي تزعم ميليشيات تحالفت مع نظام نجيب الله السابق في أفغانستان وانشقت عليه بعد ذلك ما عجل بسقوط كابول في 1992 في أيدي "المجاهدين"، الذي حاربوا السوفيت، وسرعان ما اندلعت الحرب بينهم في إطار الصراع على السلطة. 

وتزعم عرقية الأوزبك أنها عانت طويلا من حكم الأغلبية البشتونية.