تأجل الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الخمس لاتحاد المغرب العربي بخصوص الأوضاع في ليبيا الذي كان مقررا عقده اليوم، وذلك ارتباطا بالتطورات التي تشهدها ليبيا على ضوء النجاحات العسكرية والشعبية والقبلية التي حققتها عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر.

وقال مصدر من وزارة الخارجية التونسية إن هذا الاجتماع الطارئ “قد تأجل إلى أجل غير مسمى”، وأرجع سبب هذا التأجيل الذي يأتي قبل 24 ساعة من عقد هذا الاجتماع إلى ما وصفه بـ”ضبابية الوضع في ليبيا”

واعتبر مراقبون قرار التأجيل ليس مرتبطا بـ”ضبابية” الوضع في ليبيا، وإنما بسبب تباين مواقف الدول المغاربية حول المقاربات التي يتعين انتهاجها للمساهمة في تسوية الأزمة الليبية، بالإضافة إلى الموقف من عملية “كرامة ليبيا” بقيادة حفتر.

ورأى البعض أن النجاحات التي حققتها عملية “كرامة ليبيا” على الصعيدين العسكري والشعبي هي التي أربكت الوزاري المغاربي.

ففي الوقت الذي تنظر فيه تونس على مستوى الرئاسة إلى أن التحرك الذي يقوده اللواء خليفة حفتر هو “انقلاب”، حيث لم يتردد الرئيس المؤقت منصف المرزوقي في التأكيد على تمسكه بما أسماها “الشرعية” في ليبيا، أبدت بعض القوى السياسية الأخرى الفاعلة مثل حركة النهضة الإسلامية رفضها لـ”الانقلاب”، ودعمها للشرعية، بينما نأت الحكومة بنفسها واعتبرت أن ما يجري في ليبيا هو شأن داخلي ليبي.

وفي مقابل هذا الارتباك الذي اتسم به الموقف التونسي، بدا الموقف الجزائري غامضا حيث لم تستنكر الجزائر تحرك حفتر، كما لم تُعلن عن دعمها لـ”الشرعية”.

وتواترت في وقت سابق أنباء مفادها أن اتصالات جرت بين السلطات الجزائرية واللواء خليفة حفتر الذي سبق له أن طلب التنسيق الأمني مع الجزائر لمحاربة الإرهاب.

وفيما لايزال الغموض يطبع موقف الجزائر التي كانت أغلقت حدودها البرية بالكامل مع ليبيا، اكتفت كل من موريتانيا والمغرب بمتابعة الأوضاع في ليبيا، والتحذير من تداعياتها الأمنية في المنطقة.

بيد أن اللافت في سياق هذه المواقف المتباينة لدول اتحاد المغرب العربي، هو وجود شبه اتفاق بين دول الجوار الليبي على خطورة الوضع في ليبيا، وعلى ضرورة التنسيق الأمني لتفادي أية مفاجآت قد تُزعزع الأمن والاستقرار في هذه الدول.

وقد اتفق وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا خلال اجتماع تشاوري عقدوه في الجزائر على هامش أعمال مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، على إنشاء دوريات مشتركة لمراقبة الحدود.

وشارك في هذا الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وزراء خارجية تونس منجي الحامدي، والسوداني كمال الدين إسماعيل، والتشادي موسى فاكي، ووزير خارجية النيجر محمد بازوم، فيما غاب عنه وزير خارجية مصر نبيل فهمي.

ولا تخفي الدول المغاربية خشيتها من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، ومع ذلك مازالت مترددة في دعم اللواء خليفة حفتر، وبدت أن كل واحدة منها تتفاعل مع الوضع وفق سياقات ومقاربات مرتبطة بمصالحها.

 

*عن العرب اللندنية