على هامش معرض القاهرة للكتاب، احتضنت القاعة الرسمية مساء السبت، ندوة حول موضوع " الجسور الثقافية بين المغرب ومصر ".

الندوة التي تميزت بحضور كل من سعد العلمي سفير المملكة المغربية في القاهرة، وأحمد إيهاب جمال الدين سفير مصر في الرباط، والأديب المصري يوسف القعيد، نظمت ضمن فعاليات الدورة 46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي انطلقت في بداية الأسبوع الجاري في العاصمة المصرية.

وشهدت الندوة مداخلات للعديد من المشاركين، حيث قام السفير المغربي بسرد مجموعة من الوقائع التاريخية التي تشهد على متانة العلاقات بين المغرب ومصر، مؤكدا ان هذه العلاقات "تميزت دوما، منذ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، بقدر عال من التآخي، ومن التواصل العاطفي والروحي والفكري والثقافي"، دون أن يخفي أسفه لكون العلاقات المغربية المصرية لم تنل القدر الكافي في مجال الأبحاث والدراسات الحديثة وخاصة منها القواسم والخصوصيات الثقافية المشتركة.

وأشار العلمي في معرض حديثه عن هذه القواسم المشتركة إلى وجود جامعة الأزهر بمصر وجامعة القرويين بفاس، اللتين عملتا على نسج علاقات خاصة بين البلدين عبر العصور من خلال تبادل زيارات العلماء والأفكار، وكذا إلى كون البلدين لهما وضعية خاصة في العالم العربي والإسلامي، فضلا عن أهمية الموقع الجغرافي لكل منهما، المغرب على البوابة الغربية للبحر الأبيض المتوسط ومصر في بابه الشرقي، وعن سمة الانفتاح والتحديث الذي أقدم عليه البلدان منذ وقت مبكر، والامتداد الإفريقي للبلدين.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاء أداره الأديب المصري يوسف القعيد، والذي لم تفته فرصة إبراز عمق وتجذر العلاقات الثقافية والروحية بين المغرب ومصر وشعبيهما، مشيرا إلى أن حوالي 90 في المائة من الأضرحة في مصر هي لأولياء من المغرب، وافتهم المنية فوق التراب المصري وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، أو في طريق عودتهم منها، أو أثناء توقفهم بمصر لمرافقة كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تنسج بمصر وترسل إلى مكة.

وبالمناسبة، دعا القعيد المصريين إلى مزيد من الإقبال على الإنتاج الثقافي والفكري والفني المغربي.