أكد رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا خلال الجلسة الأولى لمجلس الوزراء أنه لا يمكن أن معالجة أزمات المواطن والمناطق عن بُعد.

إلى نص الكلمة 

السادة/ مجلس الوزراء المحترمون

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في هذه الأيام المباركة من العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم ،، أهنئكم وأهنئ الشعب الليبي بهذا الشهر الكريم سائلاً الله العلي القدير أن يلهمنا من أمرنا رشداً و أن يُصلح ذات بيننا وأن يقينا شرور الفتن والمفتنين وأن يُوحد كلمتنا ويجمع شمل الليبيين ويجعل ُمقبل الأيام مليئة بالخير والرفاه والإستقرار والإزدهار .

نفتتح على بركة الله الجلسة الأولى لمجلس وزراء الحكومة الليبية من مدينة سبها .. عاصمة الجنوب وخاصرة الوطن الجنوب الذي يُعاني دوماً من الإقصاء والإهمال والتهميش وقد آثرنا أن يكون أول إجتماع لمجلس وزراء الحكومة الليبية وعلى غير العادة من مدينة سبها.. حرصاً منا كما وعدنا أن تكون هذه الحكومة لكل الليبيين في كل المناطق والأقاليم

لا يمكن أن نُعالج أزمات المواطن والمناطق عن بُعد ، لا بد وأن نطلع على أحوال الناس في عين المكان ، الإحساس بمعاناتهم من خلال مشاركتهم تلك المعاناة بالتواجد معهم و بقربهم ، وهذا إلتزام الحكومة الليبية تجاه الشعب ونهجها في الإتصال والتواصل المباشر مع كل الليبيين في كل مكان.

ها نحن اليوم كحكومة ليبية أجد في هذا المجلس الموقر لفيفاً من كل الليبيين من مختلف المناطق و المشارب من الشرق و من الوسط و من الغرب و من الجنوب ، ُكنا مختلفين طيلة عشر سنوات ، و اختلافنا أدى بنا حد الإقتتال و الإحتراب ، و اليوم تنادينا من كل مكان و جمعتنا ليبيا .. ليبيا الوطن ..ليبيا الرمز .. ليبيا المصير .. ليبيا التي لأجلها هجرنا بيوتنا و فارقنا أولادنا و أُسرنا و ضحينا بمصالحنا الشخصية و لم نركن للسلبية في سبيل إنقاذ بلادنا من شبح التقسيم و من شبح الإستبداد والهيمنة الفردية لعُصبة أو منطقة أو فئة أو عائلة .. ليبيا ليست غنيمة حتى يستولى عليها شخص بعينه أو حكومة بعينها أو عائلة بعينها تعتقد أنها تستطيع شراء الوطن بمال الليبيين أو تظن أنها تستطيع شراء الرجال مقابل التنازل عن الوطن .. ولذلك فإننا عقدنا العزم على مباشرة أعمالنا كحكومة ليبية وطنية شرعية منبثقة عن السلطة التشريعية بشكل ديمقراطي وشفاف ونزيه .. سنرعى مصالح بلادنا وشعبنا ونتقِ الله في الوطن والمواطن .. ولى عهد الفساد .. ولى عهد الفوضى والاستبداد وانطلق من اليوم عهد وطني جديد .. يتحد فيه كل الليبيين بيد من حديد وإرادة لا تلين .. للإصلاح والبناء والإعمار والعدالة ... العدالة في توزيع الثروة .. العدالة في الخدمات .. العدالة في جودة الحياة لكل مواطن ليبيي سواء بسواء دون تمييز أو إقصاء