ووفقا للمعلومات الرسمية المقدمة من وزارة الدفاع ومركز بيانات القوي العاملة التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، لا يزال هناك حوالي 40 ألف جندي أمريكي، و179 قاعدة أمريكية في ألمانيا، وأكثر من 50 ألف جندي في اليابان (109 قاعدة)، وعشرات الآلاف من الجنود، ومئات القواعد، في جميع أنحاء أوروبا. ولا يزال أكثر من 28 ألف جندي أمريكي موجودا في 85 قاعدة في كوريا الجنوبية، وقد كانوا هناك منذ عام 1957.

وإجمالا، استنادا إلى المعلومات الواردة في "تقرير هيكل القواعد" الذي صدر حديثا عن وزارة الدفاع، فالولايات المتحدة لديها قواعد في 74 بلدا على الأقل، وقوات في جميع أنحاء العالم عمليا، بدءا من آلاف ووصولا إلى واحد فقط في بعض البلدان (يمكن أن يكون ملحقا عسكريا، على سبيل المثال).وعلى سبيل المقارنة، ففرنسا لديها قواعد في 10 بلدان، والمملكة المتحدة لديها قواعد في سبع.

إن حساب امتداد الوجود العسكري الأمريكي في الخارج ليس مهمة سهلة. فالبيانات الصادرة عن وزارة الدفاع غير مكتملة، وهناك تناقضات في الوثائق. وقد طلبت "كوارتز" توضيحا من وزارة الدفاع، لكنها لم تتلق أي رد.في كتابه المقبل: أمة القواعد: كيف تضر القواعد العسكرية الأميركية في الخارج بأمريكا وبالعالم، يشير ديفيد فاين - وهو أستاذ مشارك في علم الإنسان في الجامعة الأميركية – إلى صعوبة تقييم الوجود العسكري الأمريكي في الخارج. فيكتب:وفقا للتعداد الأخير المعلن، لا يزال الجيش الأمريكي يحتل حاليا 686 "موقع قاعدة" خارج الولايات الخمسين وواشنطن العاصمة.

تعتبر قاعدة ليمونيه في جيبوتي هي القاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة المعلن عنها بشكل رسمي. بدأت سنة 2002 بتسعمائة جندي أمريكي فقط، الآن يبلغ عددهم ما يقارب 4000 جندي. وقد أصبحت هذه القاعدة العسكرية مقر قوة العمل المشتركة Combined Joint Task Force CJTF “أفريكوم” وتقوم هذه القاعدة بمراقبة المجال الجوي والبحري والبري لست دول أفريقية هي: السودان وأريتريا الصومال وجيبوتي وكينيا، واليمن من آسيا ودول الشرق الأوسط، أي أنها أحد أهم القواعد الأمريكية في العالم تقريبًا.

في جنوب السودان بدأت ما يشبه الحرب الأهلية، في ديسمبر الماضي وصل فوج المشاة الثامن عشر الأمريكي الذي تحرك من ولاية كنساس إلى جيبوتي ليصبح بعد ذلك بمثابة “قوة الاستجابة في شرق أفريقيا (EARF)” المنشأة حديثًا. وتم إرسال بعض أفراده بالفعل إلى السودان.

العام الماضي،اكدت تقارير ان الولايات المتحدة الامريكية تعتزم نشر المزيد من القواعد العسكرية بشرق افريقيا واثيوبيا لمنع تمدد النفوذ الصيني والايراني داخل القارة الافريقية وكذلك استهداف التنظيمات المتشددة بالصومال ومن بينها التوحيد والجهاد والقاعدة والمتمردين الاسلاميين هناك وجماعة الشباب المجاهدين بالصومال.

وتسعى الولايات المتحدة الامريكية الى السيطرة على القرن الافريقي الذى يمثل اهم منطقة استيراتيجية داخل القارة السمراء وبتنسيق كامل مع اسرائيل التي يرتبط بعلاقات تاريخية بدول شرق افريقيا ومن بينها اثيوبيا واريتريا واوغندا وتنزانيا والتي يقيم معها الكيان الصهيوني استثمارات ضخمة ومشروعات زراعية بدول حوض النيل.وتتزايد مخاوف الولايات المتحدة و “اسرائيل” من النفوذ الايراني المتنامي داخل القارة الافريقية وشرق افريقيا التى تعتبر البوابة الرئيسية للقرن الافريقي لذا يتم نشر المزيد من القواعد العسكرية الامريكية الاسرائيلية هناك .