نعى نقاد ومبدعون وفاة الكاتب والسيناريست محفوظ عبدالرحمن ووصفوه بأنه قامة فنية لن تعوض وتميز ببصمته الإبداعية التي تجمع بين الماضي والحاضر في أغلب أعماله التي ستظل راسخة في أذهاننا.

وقالت الناقدة حنان شومان، للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن الراحل الكاتب محفوظ عبدالرحمن له مواصفات لم تتوفر في كاتب آخر، خاصة أسلوبه الأدبي باستلهام التاريخي مع الحاضر، وابتدع طريقة كتابة السير الذاتية الخاصة بالمشاهير بعد نجاح مسلسله الشهير "أم كلثوم".

من جانبها وصفت الناقدة خيرية البشلاوي الراحل محفوظ عبدالرحمن بأنه علامة بارزة في مسار الثقافة المصرية والدراما التليفزيونية، والأهم موقفه كمثقف ومفكر ومبدع وانتماؤه الشديد لوطنه فهو يبذل جهدًا كبيرًا ويستعد بشكل قوي جاد ومسؤول في كل عمل فني ينفذه، مؤكدة أن أعماله ستظل راسخة في أذهاننا، وكنت أتمنى ألا يعاني في أيامه الأخيرة بسبب عدم خروج بعض أعماله للنور بسبب سوء تقدير الإنتاج، وأعتقد أن رحيله يجعل واقعنا أقل جمالًا في كل البلدان العربية.

ولفت الناقد رامي عبدالرازق إلى أن الراحل افتقدته الدراما والمسرح منذ سنوات بسبب تركيز المنتجين على المضمون التافه والممثلين منعدمي الموهبة للحصول على الربح، في حين أن الراحل محفوظ عبدالرحمن كان يشغله المحتوى الهادف فقط ولا يعنيه نجوم الشباك في شيء، وكانت آخر أعماله المسرحية "بلقيس" التي قُدمت على خشبة مسرح ميامي عام 2011، كما كتب مؤخرًا مسلسل "أهل الهوى" بطولة فاروق الفيشاوي ولم يلق الاهتمام الجيد من الناحية الإنتاجية.

وتوفي الراحل محفوظ عبدالرحمن، السبت الماضي، عن عمر ناهز الـ76 عامًا بعد صراع مع المرض إثر تعرضه لجلطة دماغية.

والراحل يعد من أبرز رموز ما يطلق عليه بعض النقاد أدب الشاشة الصغيرة، حيث كتب مسلسلات يغلب عليها الطابع التاريخي، وأبرزها (سليمان الحلبي) و(عنترة) و(ليلة سقوط غرناطة) و(مصرع المتنبي) و(أم كلثوم)، و(بوابة الحلواني) وهو مسلسل تاريخي.

وكتب عبدالرحمن ثلاثة أفلام سينمائية شهيرة هي (ناصر 56) عرض عام 1996 ميلادية، و(حليم) عام 2006، وبينهما أنتجت له السينما العراقية عام 1981 فيلم (القادسية) للمخرج المصري صلاح أبو سيف، كما كتب مسرحيات، منها (حفلة على الخازوق) و(عريس لبنت السلطان) و(السلطان يلهو) و(الفخ) و(الحامي والحرامي) و(بلقيس) وعرضت له مسرحيات في ليبيا والكويت وقطر ومصر.

وحظي عبدالرحمن بتقدير كبير من الدولة بحصده جائزة الدولة التشجيعية عام 1972، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2002، وجائزة النيل في الفنون عام 2013 وهي أرفع الجوائز المصرية.