عبّر عدد من نواب البرلمان في مدغشقر، اليوم الخميس، عن احتجاجهم على مقتل 10 أشخاص على الأقلّ، الأربعاء، في مواجهات بين سكان قريتين جنوبي البلاد،  بسبب ما اعتبروه "بطئا في تدخّل الحكومة لفضّ الاشتباكات"، بحسب مراسل الأناضول.  

وقالت المسؤولة عن  منطقة "أمبواساري الجنوبية"، الواقعة على بعد 700 كم جنوب العاصمة  "أنتاناناريفو" ، اليوم الخميس للأناضول، مفضّلة عدم الكشف عن هويتها، "أحصينا حتى الآن (اليوم نفسه) مقتل 10 أشخاص، إضافة إلى اختفاء 3 آخرين، فيما اختطفت 4 نساء وطفل كرهائن". وأضافت "أرقام أخرى تحوم حول حصيلة المواجهات، غير أنّه –بالنسبة إلينا- فإنّ الأشخاص المفقودين وأولئك الذين تم اتخاذهم كرهائن لا يمكن اعتبارهم ضمن الموتى".

وتعليقا على حصيلة القتلى جرّاء الاشتباكات التي اندلعت منذ الجمعة بين سكان قرية "أندرانوندامبو" و"أندرانوتسيفالا" (قريتان على بعد حوالي 85 كم من "أمبواساري" نحو الجنوب)، بسبب تبادل للاتهامات بشأن سرقة ثيران واستغلال منجم، اتهم بعض النواب الحكومة الملغاشية بالبطئ الذي اتّسمت به تدخّلاتها لفضّ مثل هذه الخلافات.

"سيتيني أندرياناسولونياكو" نائب رئيس مجلس النواب الملغاشي وممثّل اقليم "توليارا" قال في تصريح للأناضول " هذه الأزمة ليست جديدة،  وجنوب مدغشقر يعاني دائما من عدم الاستقرار. ولكن المسؤولين المعنيين لا يتدخّلون إلاّ حين تكون هناك خسائر في الأرواح".

وتساءل النائب عن أسباب غياب الصرامة في تطبيق القانون في البلاد قائلا " إن تطبيق القانون لا يزال هشا للغاية، وهذا هو السبب الذي يشجّع الناس على التصرّف بهذه الطريقة، إضافة إلى التجارة غير الشرعية لـ "سيبوه" (نوع من الماشية) لتزويد العاصمة باللحوم.. وهذا رأي عدد كبير من النواب".

وانطلقت المناوشات التي سبقت الاشتباكات الدامية بين سكان القريتين منذ مساء الخميس الماضي، كنتيجة لتوتّر طغى على الأوضاع في البلدتين طيلة الأيام السابقة. وأسفرت المواجهات عن تدمير قرية "أندرانوندامبو" بنسبة 98 %، حيث تمّ تحطيم المنازل وإحراقها بالكامل، بما في ذلك الكنيسة والمدرسة، وهو ما اضطر سكانها البالغ عددهم 3691 إلى الفرار باتجاه "جنوب أمبواساري"، بحسب المسؤولة عن هذه المنطقة. وتتغذّى الخلافات المندلعة بين سكان القريتين من عاملين أساسيين يهمّان قضية سرقة الثيران، ووجود منجم للياقوت في المنطقة الواقعة بين القريتين. ويرى بعض المراقبين أنّ هناك من يخطط للاستيلاء على المكان، لذلك يقوم بزرع الكراهية بين سكان القريتين.