مُنحت جائزة نوبل للفيزياء الثلاثاء مناصفة إلى الفرنسي آلان أسبيه، والأميركي جون كلاوسر، والنمساوي أنتون زيلينغر، تقديرًا لاكتشافهم آليات ثورية في مجال علم المعلومات الكمية.
وقد اكتُشف الطريق إلى التشابك الكمي للمرة الأولى في ورقة بحثية للعلماء ألبرت أينشتاين والأميركي بوريس بودولسكي والأميركي - الإسرائيلي ناثان روزن، الذين ناقشوا احتمال وجود حالة كمية موحدة ناتجة من الارتباط القوي بين الحالات الكمية.
كما تشير مجلة Scientific American إلى أن أينشتاين على مدار الأعوام الثلاثين الأخيرة من حياته حتى اللحظات الأخيرة قبل وفاته مباشرةً في 18 أبريل/نيسان 1955، كانت مساعيه العلمية ملتزمة بهذه الرؤية، إذ ركز على إيجاد نظرية مجال موحد.
وكان عمل أينشتاين على نظرية التشابك الكمي يهدف إلى تخليص الفيزياء من "عدم اليقين الكمومي".
جائزة نوبل للفيزياء
أعلنت لجنة نوبل أن الباحثين السبعينيين الثلاثة كوفئوا من أجل أعمالهم الرائدة على صعيد "التشابك الكمي"، وهي ظاهرة يكون فيها جزيئان كميان مترابطين بصورة كاملة، أيًا كانت المسافة الفاصلة بينهما.
وقد أدى الكشف عن هذه الخاصية المذهلة إلى فهم أوسع لتقنيات جديدة في الحوسبة الكمومية والاتصالات فائقة الأمان، أو حتى أجهزة الاستشعار الكمومية فائقة الحساسية التي تسمح بقياسات دقيقة للغاية، مثل الجاذبية في الفضاء الجوي.
وأضافت اللجنة "أجرى آلان أسبيه وجون كلاوسر وأنتون زيلينغر تجارب رائدة باستخدام حالات كمومية متشابكة، حيث يتصرف جسيمان كوحدة واحدة حتى عند فصلهما".
ألبرت أينشتاين لم يكن يؤمن بالنظرية
ذكر موقع جائزة نوبل أن الفيلسوف والعالم الألماني ألبرت أينشتاين نفسه لم يكن يؤمن بهذه النظرية المكتشفة اليوم.
وقال العالم النمساوي أنتون زيلينغر في اتصال أجرته معه لجنة نوبل خلال مؤتمر الإعلان عن الفائزين في ستوكهولم "لقد فوجئت كثيرًا لتلقي الاتصال".
وأوضح الباحث أنه مع التشابك الكمي "يمكن نقل كل المعلومة التي يحملها جسم ما إلى مكان آخر تمكن فيه إعادة تشكيله. ومع هذه الخاصية المذهلة، يمكن نقل المعلومة من دون حتى معرفة ماهيتها".
وتشكل ميكانيكا الكم علمًا غير بديهي يصف العالم بمقياس الصغر اللامتناهي، حيث يمكن للأشياء أن توجد في الوقت نفسه، أو ألا توجد، أو أن تكون في مكان ما بين هاتين المنزلتين.
وتجند مجموعات عملاقة على صعيد الاقتصاد العالمي مثل غوغل، حاليًا عددًا كبيرًا من الباحثين لبلورة الجيل المقبل من أجهزة الكمبيوتر المسماة "كمّية".
ولا تشبه هذه الحواسيب ما نملكه بين أيدينا أو على مكاتبنا، لكنّ قدراتها الحسابية المذهلة من شأنها أن تحل معضلات لا حل لها بأي طريقة أخرى.
وكان أسبيه وكلاوسر وزيلينغر فازوا مناصفة أيضًا بجائزة وولف العريقة سنة 2010. وقد نالوا جائزة نوبل تقديرًا لـ"تجاربهم مع الفوتونات المتشابكة، وغيرها من النظريات".
وفي تجربة باتت شهيرة، توصل آلان أسبيه لأول مرة إلى شبك فوتونين يفصل بينهما 12 مترًا، سنة 1981.
920 ألف دولار
يحصل الفائزون بجائزة نوبل في كل فئة على 10 ملايين كرونة سويدية (نحو 920 ألف دولار)، تتم مقاسمتها في حالة فوز أكثر من شخص.
وكانت جائزة نوبل للفيزياء أعطيت العام الماضي إلى خبيرين في النماذج البيانية للتغير المناخي، هما شوكورو مانابي (الولايات المتحدة/اليابان) وكلاوس هاسلمان (ألمانيا)، إضافة إلى الإيطالي جورجيو باريزي المتخصص في الأنظمة الفيزيائية المعقدة.
ومُنحت جائزة نوبل في الطب أو الفيزيولوجيا الاثنين للسويدي سفانتي بابو.
وينتهي الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل العلمية الأربعاء، مع جائزة الكيمياء، على أن يستمر الموسم الخميس مع جائزة نوبل للآداب، والجمعة مع جائزة نوبل للسلام الممنوحة في أوسلو.
ويُختتم موسم جوائز نوبل هذا العام الاثنين المقبل مع الإعلان عن الفائزين في فئة الاقتصاد.