تعرض سكان مدينة مايدوغوري وانحائها في شمال شرق نيجيريا في نهاية الاسبوع لسلسلة هجمات دامية نسبت الى اسلاميي بوكو حرام، وذلك رغم استمرار هجوم الجيش في هذه المنطقة واعلان حالة الطوارىء فيها.

وادت الهجمات الى مقتل 74 شخصا على الاقل.

واسفر الهجوم الاول الذي تمثل في اعتداء مزدوج مساء السبت عن 35 قتيلا على الاقل في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو.

وقال قائد شرطة ولاية بورنو لوال تانكو الاحد "حتى الان احصينا 35 جثة".

من جهته، اكد متطوع في الصليب الاحمر انه احصى 51 جثة "معظمهما يعود الى اطفال"، لافتا الى ان "نحو ستين شخصا اصيبوا بجروح".

وقال احد السكان ممن شاركوا في عمليات الانقاذ انه حمل "خمسين جثة الى مستشفى ساني اباشا".

واورد حسن علي الذي يتزعم ميليشيا محلية مناهضة للاسلاميين ان جثثا عدة لا تزال تحت انقاض اكثر من عشرين منزلا ومتجرا دمرها الهجوم.

وافاد شهود ان المتفجرات كانت مخبأة في شاحنتين صغيرتين قديمتين انفجرتا في شكل شبه متزامن في هذه المنطقة التي تعتبر معقلا لبوكو حرام التي تسعى الى اقامة دولة اسلامية في شمال البلاد المسلم.

ووقع الهجوم في حي غوماري المكتظ على الطريق بين مايدوغوري وداماتورو، عاصمة ولاية يوبي المجاورة.

وروى الشاهد معلم محمد بوبا ان الانفجار الاول وقع فيما كان السكان يستعدون لاداء صلاة العشاء.

وخلف الانفجار الثاني عددا اكبر من القتلى والجرحى لان عددا كبيرا من الناس كان هرع لاسعاف ضحايا الانفجار الاول.

وبعيد ذلك، اسفر هجوم ثالث على بعد 50 كلم غرب مايدوغوري عن 39 قتيلا، وتحديدا في بلدة ماينوك.

وكان السكان يستعدون ايضا للصلاة حين هاجم عشرات من المسلحين الذي يرتدون زي الجيش ويستقلون سيارات رباعية الدفع البلدة مستخدمين القنابل اليدوية والبنادق الرشاشة.

وقال احد الشهود يحيى عمر "لقد وصلوا قرابة الساعة 19,00 وبداوا باطلاق النار عشوائيا فقتلوا 39 شخصا تم دفنهم هذا الصباح ودمروا البلدة برمتها".

وسبق ان هاجم المتمردون ماينوك في تموز/يوليو الفائت مخلفين 25 قتيلا.

والاحد، ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي زار نيجيريا الخميس ب"الاعتداءات الارهابية باشد العبارات".

ويكثف اسلاميو بوكو حرام هجماتهم الدامية التي باتت شبه يومية في هذه المنطقة رغم اعلان حالة الطوارىء واستمرار الهجوم الذي يشنه الجيش منذ ايار/مايو الفائت في ولايات بورنو ويوبي واداماوا.

والجمعة، اكد المتحدث باسم الجيش النيجيري ان الجنود قتلوا 13 عنصرا مفترضا في بوكو حرام واعتقلوا 15 اخرين في الشمال الشرقي، وذلك غداة هجوم نسب الى المتمردين وخلف 37 قتيلا على الاقل.

واسفر النزاع عن الاف القتلى منذ اربعة اعوام. وقضى هؤلاء اما في هجمات لبوكو حرام واما في عمليات الجيش.

ومنذ الهجوم العسكري الذي بدأ في ايار/مايو، اسفرت اعمال العنف عن نحو 1500 قتيل بحسب الامم المتحدة وتعداد لفرانس برس. واجبرت ايضا نحو 300 الف شخص على الفرار من منازلهم وفق المنظمة الدولية.

وتحدثت الرئاسة النيجيرية الجمعة عن "حالة حرب" في شمال شرق البلاد.

وتواجه نيجيريا، اكبر منتج للنفط في افريقيا والبلد الاكثر سكانا في القارة السوداء، تحديات كبيرة سواء على الصعيد الامني او مكافحة الفقر والفساد.