ما وراء المجاملات الدبلوماسية التي تسود بين نيجيريا وجيرانها في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن غيوما ستعكر هذا الوضع. فرغم أن جولة الرئيس محمد بوخاري إلى التشاد والنيجر كانت مثمرة ومطمئنة إلا أن الأمور لم تعد كذلك بعد حضور الرئيس النيجيري إلى قمة السبعة الكبار.

تمثل اليوم التشاد، بعد الدور الذي لعبته في وقف صعود تنظيم بوكو حرام، مركز الثقل العسكري في المنطقة. غير أن دعوة نيجيريا لحضور القمة هو اعتراف دولي بأن نيجيريا تظل البلد الأكبر إقليميا. يبدو أن التشاد لا تحبذ هذه الرؤية التي يكذبها أرض الواقع ويصدها المعطى التاريخي. خاصة وأن تسريبات من موقع القمة في ميونخ الألمانية تحدثت عن تحفظ للرئيس بوخاري على زعامة التشاد العسكري للمنطقة. 

وفي كلمت قال الرئيس بوخاري إن "نيجيريا لا بد ان تعود إلى موقعها الطبيعي" كما قال بوضوح إن "نيجيريا هي المتحدث الأول باسم محاربة الإرهاب في إفريقيا ما وراء الصحراء". في هذا الحديث الكثير من التلميح للدور الفرنسي القوي في دعم النظام التشادي ليس على المستوى العسكري المباشر لملف بوكو حرام وإنما سياسيا أيضا في بلد من الصعب توصيفه بالديمقراطي.