حكايتنا اليوم ليست من عالم الخيال، ولا من واقع الأفلام والمسلسلات الهندية، بل هي قصة حب ووفاء واقعية حدثت في منطقة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة. 

هاني وحنان، فلسطينيان كانا عنواناً للتضحية والوفاء، هاني رفيق توفيق غنام (41 عاماً)، ضحى بعمره لأجل وطنه، والثلاثينية حنان أبو عون التي اقترنت به قبل أربعة أشهر من اعتقاله، ضحّت بعمرها لأجله، وكان قد بقي أقل من شهرين على موعد زفافهما، فاعتقلته قوات الاحتلال ليصدر بحقه لاحقاً حكم بالسجن ثمانية عشر عاماً، واليوم بقي من مدة حكمه أقل من عام، وحنان ما زالت تنتظره.

بدأت فصول الحكاية في أوائل عام 2001، عندما قرر غنام الارتباط بحنان، وبينما كان يستعد لحفل زفافه، عاند الاحتلال حبهما، وكان لهما بالمرصاد، فقد تم اعتقال العريس هاني بتاريخ 21 يونيو 2001، بتهمة المشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وحكم عليه بالسجن 18 عاماً، وظلت حنان تزوره بالسجن على مدى السنوات الماضية، ليستمد منها الأمل والصمود، على الرغم من تباعد فترات الزيارة.

وصفت حنان، بحسب صحيفة «البيان» الإماراتية، شعورها عند سماعها بخبر اعتقال خطيبها هاني والحكم عليه بالسجن 18 عاماً، قائلةً إنه «شعور صعب جداً لا يمكن وصفه، كان أسوأ خبر سمعته في حياتي، فإن كان هو معتقلاً داخل سجون الاحتلال، فأنا أيضاً كنت مقيدة بدونه وبغيابه القسري عني، فقد عشت معه كل تفاصيل السجن، كنت دائماً أنتظر سماع اسمه ضمن الأسرى المنوي الإفراج عنهم في صفقات الإفراج والتبادل، لكن كنت أصاب بخيبة أمل في كل مرة، إذ لم يكن اسمه ضمن الأسرى المنوي الإفراج عنهم».

رفضت حنان الانفصال عن خطيبها هاني بعد إصدار حكم السجن الفعلي بحقه 18 عاماً، وتضيف: «كما هو قدّم وضحّى لأجل وطنه وشعبه، كان واجبي أن أضحّي بسنوات عمري بانتظاره، وسأبقى معه على الحلوة والمرة، بغيابه عني تجرعت كل أنواع العلقم، وعشت مناسبات فرح كثيرة كانت بغيابه مؤلمة جداً، صبرت على كل سنوات الوجع والألم والحزن».

وتفتخر الخطيبة حنان بخطيبها الأسير هاني الذي لبى نداء الواجب والوطن، فهو بالنسبة إليها رمز للوطنية والإنسانية والعطاء والتضحية والوفاء، وتقول وكلها أمل وتفاؤل: «نحن مستسلمون لقضاء الله وقدره، وننتظر الفرج القريب، فها هي الحرية تقترب، بقي من حكم هاني أقل من عام، ونحن بانتظار الحرية لنواصل مشوار حياتنا بعد توقفه 18 عاماً».