بيّن موقع شبكة «سي بي سي نيوز» الأميركية أن المعتدين الذين نفذوا الهجوم القاتل على المجمع الأميركي ببنغازي، كانوا مدربين جيدًا، مما يشير إلى وجود عدة متورطين في الاعتداء، حسب شهادة جديدة لأحد كبار القادة العسكريين.

وكشف القائد السابق للقيادة الأميركية بأفريقيا، الجنرال كارتر هام أن الهجوم الأول في 11 سبتمبر 2012، الذي تسبب في مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز أظهر أن المعتدين تلقوا تدريبات عسكرية، وذلك في شهادته أمام الكونغرس في وقت سابق من هذا العام.

تفاصيل رئيسة
وبيّن الموقع أن الشهادة تقدم تفاصيل رئيسة ضاعت في بعض الأحيان في أثناء النقاش، وهي أن الهجوم استهدف على مدى يومين مبنيين مختلفين، وعلى الأرجح نفذ من قبل مجموعات غير مرتبطة ببعضها البعض.

وقال ضباط خلال شهادتهم أمام فريقين من مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام: «إن القادة لم يكن لديهم المعلومات التي يحتاجونها لفهم طبيعة الهجوم، وأنهم لم يكونوا على علم بمدى كثافة وجود الولايات المتحدة في بنغازي في ذلك الوقت، واقتنعوا خطأ لفترة أنهم كانوا يواجهون أزمة الرهائن دون القدرة على تحريك الآليات العسكرية في المكان».

وإلى حد هذا اليوم، وعلى الرغم من التحقيقات، فإنه ليس واضحًا ما إذا كان ذلك العنف ناتجًا عن عملية مدروسة من النوع العسكري متعددة المراحل، أو ناتجًا عن اعتداء فضفاض وسلسلة من الأحداث المتصاعدة.

وقال الملحق العسكري في السفارة الأميركية في طرابلس للكونغرس: «إن الهجوم الأول أظهر بعض التخطيط المسبق، فقد هرب ضابط الشرطة الليبية الذي يحرس المجمع الدبلوماسي فور بدء الهجوم».

وذكر الجنرال كارتر هام في شهادته أن الهجوم الثاني، الذي استهدف الملحق الذي كان على بعد ميل من المجمع الدبلوماسي، أظهر حرفية عسكرية واضحة، وربما يكون عمل فريق جديد من المقاتلين، الذين استفادوا من تقارير عن أعمال العنف والضعف الأميركي.

وقال هام، الذي كان على رأس القيادة الأميركية في أفريقيا: «إنه نظرًا لدقة الهجوم، يظهر أن المجموعة كانت مدربة تدريبًا جيدًا، وربما في تقديري لديهم مراقب مدرب جيدًا»، وأضاف أن الهجوم الثاني أظهر درجة من التطور والتدريب العسكري غير عادي نسبيًا.

دلائل
وقال هام: «إن الوقت الفاصل بين حوالي ثماني ساعات بين الهجومين له دلائل كثيرة»، وأضاف «إذا كان الفريق (الذي شن الهجوم الثاني) بالفعل هناك، لماذا لم يطلق النار بسرعة؟».

وتابع هام قائلاً: في شهادته يوم 9 أبريل، بخصوص الهجوم الثاني «أعتقد أنه من المنطقي أن المجموعة جاءت من خارج بنغازي»، واعترف أيضًا بأن غياب الأمن الأميركي على الأرض أتاح بما فيه الكفاية بعد الهجوم الأول «الوقت الكافي للهجوم الثاني لكي ينظم ويدار».

وأشار الموقع إلى أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بينت في كتابها «الخيارات الصعبة»، أنه كان هنالك العشرات من المهاجمين بدوافع مختلفة، وذكرت أنه «من الخطأ القول بأن كل واحد منهم تأثر بالفيديو المعادي للإسلام، ومن الخطأ أيضًا القول إنه لا أحد منهم تأثر بالفيديو، فكلا الاحتمالين منطقي».

وقال محامي أحمد أبو ختالة، المتهم في الهجوم: «إن الحكومة فشلت في إثبات أنه كان على صلة بالهجومين».

وأكد كثير من المسؤولين العسكريين أنهم لا يعرفون حتى بأمر البعثة الدبلوماسية في بنغازي، ناهيك عن وكالة الاستخبارات المركزية الموجودة بالقرب منها، ولاحظ الموقع أن قليلين كانوا يعرفون بأمر زيارة ستيفنز للمدينة في ذلك اليوم، وبالنظر إلى كل الارتباك الذي حصل، قال: «هام كان هناك شيء واحد واضح يمكن فعله بشكل مختلف، وهو «نصح السفير بعدم الذهاب إلى بنغازي».

 

*نقلا عن "بوابة الوسط" الليبية