سادت مدينة كيدال شمالي مالي والتي تقع تحت سيطرة مسلحين انفصاليين، اليوم الخميس، حالة من الهدوء الحذر، عقب مواجهات عنيفة اندلعت، الأربعاء، بين المسلحين والجيش المالي، بحسب ما أفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان.
وكان الجيش فشل أمس في استعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية بالمدينة، وفق ذات الشهود. وبالإضافة إلى كيدال، يدّعي المتمردون من الحركة الوطنية لأزواد سيطرتهم على مدينة "ميناكا" بمنطقة "غاو" (شمال)، بينما تدّعي بعض الفصائل الأخرى من متمرّدي الطوارق سيطرتها على بلدة "أنديرانبوكان" بالشمال، وذلك عقب مواجهات الأربعاء، غير أن وزارة الدفاع المالية نفت ذلك في بيان اليوم.
وفي بيان صدر مساء الاربعاء، أقرت الحكومة المالية بفقدانها السيطرة على كيدال،فقط. وفي سياق غير بعيد، تظاهر اليوم الخميس بالعاصمة المالية باماكو، نحو ألف شخص أمام مقرّ وزارة الداخلية، تعبيرا عن مناهضتهم لفرنسا ومساندتهم للجيش المالي، بحسب شهود عيان.
وتحدّث الوزير الأول "موسى مارا" مخاطبا الحشود باللهجة المحلية، متبنّيا خطابا يهدف للتهدئة، فيما اتهم المتظاهرون باريس بـ "التقاعس" حيال الهجوم الذي استهدف الجيش المالي بكيدال من قبل المجموعات المسلحة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة المالية في تصريح بثه، مساء الأربعاء التلفزيون الرسمي في مالي، إنه ينبغي على "المنيسما (البعثة المتكاملة والمتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي) وسيرفل (العملية الفرنسية في مالي) وممثلي المجتمع الدولي "ألا يشعروا بالقلق لأنهم ليسوا بأعدائنا، وعدونا المشترك هم الإرهابيون ومهربوا المخدرات، ومعركتنا المشتركة تقضي باستعادة السيادة الوطنية على كامل تراب البلاد، وسننتصر".
وسيطرت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، السبت الماضي، على مقرّ محافظة كيدال والفرع المحلّي للإذاعة الوطنية المالية بالمدينة، وفقا لشهادات سكانها للأناضول،. قبل أن يشن الجيش المالي، صبيحة أمس، حملة لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية التي تسيطر عليها المجموعات المسلّحة.
وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس/آذار 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، وأطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في كيدال. وبعده تنازعت الحركة الوطنية لتحرير أزواد مع كل من حركة التوحيد والجهاد، وحليفتها حركة أنصار الدين، السيطرة على مناطق شمالي البلاد.
وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال، وتمبكتو، وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير/ كانون الثاني 2013.
ولا تزال هذه العملية العسكرية جارية، وقد تمكّنت من منع تقدّم الحركات المسلّحة نحو مدينة "كونا" (وسط)، بعد طردها من المدن الكبرى في الشمال، غير أنّ ذلك لم يمنع تواصل نشاطها في مناطق عديدة أخرى بالشمال الغربي من البلد الأفريقي.