أكد آخر متحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم في الذكرى العاشرة لتدخل حلف الناتو في ليبيا أن الغرب مازال يستعمل نظرية الصدمة، الفوضى، إدارة الفوضى مبينا أن الإنتخابات هي آلية من آليات إدارة الفوضى وضمان استمرارها لتعميق الصراع السياسي، القبلي بين الليبيين، وتأسيس فكرة المحاصصة القبلية والإقليمية، وهكذا تصبح ليبيا كعكة اقتصادية وسياسية يستحوذ عليها الأجنبي، ويتقاتل أهل البلد على فُتاته
وبين إبراهيم في تسجيل مصور أن الانتخابات في صورتها المحلية للمجالس البلدية وفي صورتها التشريعية للبرلمان والتنفيذية للرئاسة ليست الحل لأزمات ليبيا التي بدأت منذ سنة 2011.
وأضاف ابراهيم أنه يشجع المواطنين على التسجيل في المنظومة الانتخابية القادمة وأن يكون لهم حضور في مجالسهم المحلية ويحاولوا الدفع بالعناصر الوطنية لمختلف المواقع التشريعية والتنفيذية وألا يغيبوا عن الساحة السياسية مؤكدا وجود فرق بين محاولة تحسين الوضع والاعتقاد بأن هذه الآلية وهذا التحسين هو الحل لأزمة ليبيا.
وأشار إبراهيم إلى وجود مشروع غربي أجنبي للسيطرة على ليبيا سياسيا بسلب سيادتها واقتصاديا بالسيطرة على منابع الثروة من نفط وأرصدة في الخارج بالإضافة إلى السيطرة القيمية بفقد ليبيا لهويتها العربية وإحساسها بقيمتها وتاريخها الجهادي.
وتابع إبراهيم أنه مرت عشر سنوات من عدوان الناتو على ليبيا الذي تم تحت ذريعة "الحماية" التي رفعها مجلس الأمن لحماية المدنيين من القتل الذي يمارسه النظام السابق مضيفا نحن نعرف أن هذا كذب وتزوير للواقع لكن استمرار الصراع السياسي والعسكري والقبلي هو ما يعطي الحجة لمجلس الأمن لجعل ليبيا تحت الفصل السابع وهو الفصل الاستثنائي الخاص الذي يعطي مجلس الأمن شرعية خاصة للتدخل في شؤون الدول.
وأردف إبراهيم أن تدخول مختلف الدول في ليبيا مبني على هذه الشرعية التي ترى أن هناك بلد منهار وبالتالي تقوم أي دولة بالتدخل في البلاد بذريعة حماية المدنيين موضحا أن إنهاء حالة الصراع يعني سحب البساط من تحت الأجنبي وتعيد لليبيا سيادتها وبناء منظومة سياسية يشترك فيها الليبيين.
وأضاف إبراهيم أن حل الأزمة الليبية يكمن في تفكيك عناصر المؤامرة ضد البلاد عبر البدء في حوار وطني حقيقي وليس حوار نخبوي في مختلف الدول وإنما حوار ليبي ليبي ربما يحتاج لإشراف أممي وإفريقي وبين أن هذا الحوار يجب أن يكون بين القبائل والمدن الليبية وتطرح فيه كل الحقوق والواجبات من إطلاق سراح الأسرى وعودة المهجرين والنازحين وجبر الضرر ووقف خطاب الكراهية في الإعلام.
وتابع إبراهيم أنه يجب عدم الاعتماد على الانتخابات حيث أن الأجنبي عندما يدمر بلاد كالعراق وأفغانستان والصومال وغيرها يدخل بفكرة الصدمة ثم الفوضى ثم إدارة الفوضى مبينا أن الصدمة تتمثل في التسبب في حرب بالبلاد سواء أهلية أو خارجية أو أمراض أو انهيار اقتصادي أو تدمير العملة لأن الناس في الظروف العادية يستطيعون الثبات أمام العدوان الخارجي والمحافظة على قيمهم لكن الصدمات تؤدي لانهيار المجتمعات وتوحش الناس وتؤدي الصدمة إلى إنتاج حالة فوضى تخدم الأجنبي وتمكنه من الاستمرار في مصائر الناس وهذه الفوضى بحاجة لإدارة لأنها يمكن أن تنتهي أو تخدم طرف دون غيره لذلك فإن الأجنبي يسعى لإدارة الفوضى بهدف تهميش الليبيين وتمكين العملاء من الحكم والاستمرار في السيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية لمدة 20 سنة أو 30 سنة وقد شاهدنا ذلك في العراق وأفغانستان.
ولفت إبراهيم إلى أنه يجب السعي لإنهاء حالة الصراع المجتمعي في ليبيا تماما وتجاوز عوامل المؤامرة وتفكيكها حيث أن معارك الجهاد والكفاح هي ما يجمع الليبيين مشيرا إلى أن العمل على الانتخابات لوحدة يعني دعم المؤامرة.
وأشار إبراهيم إلى أن دعم المؤامر يتمثل في الاستمرار بالصراع ورفض الحوار الوطني ورفض فكرة المصالحة الوطنية والاهتمام فقط بالأشياء المرحلية الجانبية مثل الانتخابات لافتا إلى أهمية إنهاء المشروع الغربي في ليبيا والذي يستهدف المنطقة بأكملها