ذكر تقرير نشرته شبكة «بي بي سي»، أن العصائر تخلو من القدر الأكبر من الألياف، وبالتالي خلافاً لثمر الفاكهة يكون الفركتوز في العصائر على هيئة «سكريات حرة»، كما في العسل والسكر المضاف للأغذية.
وأشار التقرير إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم تناول الشخص البالغ أكثر من 30 غراما من السكر المضاف أي ما يعادل 150 مللي من عصير الفاكهة يومياً.
وأضاف أنه «حين تنزع الألياف يمتص الجسم فركتوز العصير بوتيرة أسرع، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ للسكر في الدم، وبالتالي يحمل البنكرياس على إفراز الإنسولين لخفض السكر لحد أكثر استقراراً، ومع الوقت قد لا تجدي تلك الآلية، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني».
ودرس باحثون البيانات الصحية لمئة ألف شخص تم جمعها ما بين عامي 1986 و2009، ووجدوا ارتباطاً بين تناول عصير الفاكهة وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وخلصوا إلى أن عصير الفاكهة يؤدي لتذبذب أسرع وأكبر لمستويات الغلوكوز والإنسولين؛ لأن المعدة تمرر السوائل إلى الأمعاء أسرع مما تمرر الطعام الصلب، حتى وإن تشابه المحتوى الغذائي للسائل مع ثمرة الفاكهة.
وكانت دراسة أخرى توصلت إلى وجود صلة بين تناول عصير الفاكهة والإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد رصد العادات الغذائية لأكثر من 70 ألفا من العاملين بالتمريض ومتابعة حالات الإصابة بالسكري بينهم على مدار 18 عاماً.
وتابع التقرير أنه «رغم أن عصائر الخضر قد تحوي عناصر غذائية أكثر، وتكون أقل في السكر من عصائر الفاكهة، إلا أنها تفتقر هي الأخرى للألياف، وقد أثبتت دراسات أيضاً الصلة بين تناول الألياف بكثرة وتدني الإصابة بأمراض الشريان التاجي والجلطة وضغط الدم المرتفع والسكري، فيما يُنصح بتناول الشخص البالغ 30 غراماً من الألياف يومياً».
ورجحت أبحاث أن تناول العصير يزيد السعرات اليومية عن الحد المطلوب عموماً (حوالي 2000 سعر للمرأة و2500 للرجل)، فقد أظهرت دراسات عدة أننا لا نستعيض بالعصير عن مأكولات أخرى خلال اليوم.
وكشفت دراسة أن الذين شربوا كوكتيل الفاكهة بالمغذيات الإضافية كانت زيادة السكر في الدم لديهم أقل ممن تناولوا ثمار الفاكهة الكاملة، ولم تجد فرقاً بين من تناولوا عصير المانجو وثمرة المانجو.
ويعتبر عصير الفاكهة مفيداً لتخلص الجسم من السموم، ولكن التعبير العلمي الدقيق لتخليص الجسم من السموم يقتصر على سحب المواد الضارة منه كالمخدرات والكحول والسميات.
ورغم أن تناول عصير الفاكهة أفضل من عدم تناول الفاكهة على الإطلاق، إلا أنه ينبغي أن يظل ذلك في حدود، والأمر ينطوي على مخاطر عند تناول أكثر من 150 ملل من السكريات الحرة يومياً، أو بتجاوز عدد السعرات المطلوب إجمالاً.