رأى الأكاديمي والناشط الليبي عقيلة دلهوم، أن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج منهج "الخداع والتواطؤ وسيلة لعبور أزماتهم".
وقال دلهوم في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان (استقالات كهنة الإخوان.. التقية والتبرير..من البنا حتى الصلابي)، "فى الإسلام تعتبر التقية مجازة كوسيلة لاتقاء الخطر، لكن هذا الخطر يجب أن يكن مصدره الكفار، اي من غير المسلمين، فتكون التقية ضرورة لمنع استئصال تأثيرالفكر، أو اندثار الوجود الإسلامي. غير أن الإخوان المسلمين استغلوا هذه الفكرة منذ زمن أمام الجماعة حسن البنا عند حكم الملك فؤاد، ومن بعده فاروق، حيث برر بها فساد الملك، بل وصفه بالتقي الورع الذى ضم إلى قلبه القرآن ومزج به روحه. ومع خروج المظاهرات الشعبية ضد الملك فاروق بقيادة مصطفى النحاس، خرج البنا وجماعته يرفع شعار "الله مع الملك". اعتبر "البنا" استعمال "التقية" اصلا من أصول العمل الحركي للجماعة، واجاز اللجوء لها عند الضرورة داخل المجتمع الإسلامي نفسه، اي بين المسلمين، بالشكل التى اصبحت اشبه بالتكتيك لمجاراة النظام السياسي القائم، او لتبرير التحايل والخداع للطرف الآخر من أبناء المجتمع، او بتزوير العملية الديموقراطية، وتشويه سمعة المنافسين لهم فى الانتخابات بغاية بلوغ الحكم، او بتبرير رشوة ضعفاء النفوس لتحقيق الدعاية لمشروع الجماعة. وقد يتجاوز امر التقية عند الإخوان المسلمين حدود اللسان إلى الفعل، والذى قد يكون بالغ الضرر بالمجتمع، وهذا الأسلوب تحكمه عندهم مشروعية العمل وفقا لقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات". وضمن هذا النهج تصبح للإخوان المسلمين هوية منفصلة تماما عن المجتمع، تحكمها الأنانية والتمكين التى تحقق المصلحة السياسية للجماعة فقط على حساب المصلحة العامة للشعب".
وتابع دلهوم، "أيها الليبيون: لا تثقوا فى أي فرد انتسب يوما إلى جماعة الإخوان المسلمين، واتبع طريقتهم، فهم ينتهجون الخداع والتواطؤ وسيلة لعبور أزماتهم ويتلونون فى أفكارهم بما تمليه عليهم الضرورة. اتذكر فى هذا السياق، تلك الواقعة المشهورة بقضية "السيارة جيب" حين أمرت السلطات المصرية بالقضاء على جماعة الإخوان المسلمين نهائيا بعد أن قتلوا احد اكبر المستشارين فى محاكم مصر، "المستشار الخازندار"، الذى كان قد أصدر حكما بسجن احد افراد الجماعة، فسارع أمامهم حسن البنا إلى استخدام اسلوب "التقية" بإصدار بيان يقول فيه عن جماعته: "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين". نعم هم كذلك [ليسوا إخوانا لنا، وليسوا مسلمين مثلنا]، علينا أن نتقي شرهم".