إثر فشل المبعوثين الأمميين الذين سبقوا غسان سلامة في إيجاد مخرج للأزمة الليبية،إستبشر كثيرون في الداخل و الخارج الليبي في الدور الذي يمكن أن يلعبه اللبناني المحنك في إدارة الأزمات الدولية الذي له تجربة طويلة في مناطق النزاع.
لكن إحاطة سلامة الأخيرة أمام مجلس الأمن جعلت سهام كثيرة توجه له خاصة عندما وجه نقده للدور الذي يقوم به الجيش في مقاومة الإرهاب بالبلاد.
كردة فعل آنية،قال متحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي التي تسيطر على شرق البلاد الأربعاء إن قواته تعتبر مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة خصما يساهم في الأزمة العنيفة التي تشهدها ليبيا.
وجاء الانتقاد القوي غير المعتاد بعد أن عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء انتشار قوات شرق ليبيا، التي تعرف باسم الجيش الوطني الليبي والتي يقودها المشير خليفة حفتر، في جنوب البلاد الأسبوع الماضي.
وأضاف المسماري للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا "غسان سلامة يجب أن يتذكر أن هذا واجب وطني مقدس ولن نترك ليبيا مثل لبنان دولة ميليشيات وسلطات متعددة وغسان سلامة من لبنان".
وقال المسماري "إن مسؤول الأمم المتحدة محاط بخريجين من تورا بورا، المخبأ الجبلي الأفغاني الذي استخدمه ذات يوم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن"
في نفس السياق،لم يبق سلامة مكتوف الأيدي أمام حملة التشكيك في نواياه و الإنتقادات الواسعة التي وجهت له حيث قال المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، إن "مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين أمر شرعي وخط أحمر".
وفي معرض رده على سؤال صحفي حول تصريحاته الأخيرة بشأن الجنوب، أكد المبعوث الأممي:"أعتقد أن هذا التصريح أُعطي الكثير من التفسيرات الخاطئة»، مشيرًا إلى أن هناك أمرين لا تهاون فيهما في موقف البعثة الثابت، "الأول هو محاربة الإرهاب في ليبيا وهو أمر ضروري وشرعي، والبعثة تؤيده دون أي تحفظ، والثاني هو حماية المدنيين وفي حالات حدوث أي اقتتال".
وأضاف سلامة أن "مكافحة الإرهاب أمر شرعي وخط أحمر، وحماية المدنيين أمر شرعي وقانوني وخط أحمر. إننا نرى أن هناك عددًا من القواعد الإرهابية التي يجب محاربتها ونطلب من كل الأطراف أن تشترك معًا في محاربته".
وأثارت إحاطة سلامة أمام مجلس الأمن، التي قال فيها إن الوضع في الجنوب الليبي لا يزال متدهورًا ومثيرًا للقلق واصفًا المنطقة بـ"خاصرة ليبيا الضعيفة"، غضب الكثيرين. وأشار سلامة، إلى غضب أهالي الجنوب تجاه الوضع الحالي، لافتًا إلى أن هذا الغضب "مكلف".
يرى مراقبون أنه بالعودة إلى التقرير النهائى لمركز الحوار الإنسانى حول الملتقى الوطنى الليبى، تلحظ تخصيص عدد كبير من المقاعد للمشاركين فى المدن التى تسيطر عليها التيارات الإسلامية، وتهميش المدن الهامة والتى تحظى بقوى ليبرالية ومدنية وخاصة طرابلس العاصمة، فضلا عن تعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدنى والتى تحظى غالبيتها بدعم خارجي.
ولم يهتم مركز الحوار الإنسانى بتنظيم أية لقاءات او اجتماعات فى مدينة اجدابيا وتهميشه لمدينة المرج والقبة والاكتفاء بالإشارة لاجتماعات فى الجبل الأخضر دون تحديد عدد المشاركين من كل مدينة، فضلا عن عدم الاهتمام بعقد اجتماعات مع مهجري تاورغاء والاكتفاء بعدد قليل لممثلي مصراتة مقارنة بمدن الخمس وجنزور.
وروج مركز الحوار الإنسانى فى تقريره النهائى لفكرة دمج مسلحى الميليشيات فى المؤسسات الأمنية والعسكرية الليبية، دون الإشارة لأي خطط حول كيفية تأهيل تلك العناصر وضمان ولائها للوطن، والاكتفاء بالإشارة لضرورة وضع امتيازات مالية لتلك العناصر لدمجها فى قوات الأمن.
و يؤكد متابعون وجود ارتباك فى عمل البعثة حول موعد الانتخابات فى ليبيا، فقد دعم سلامة مخرجات مؤتمر باليرمو لتنظيم انتخابات ربيع 2019 ثم تراجع ورجح إجراؤها نهاية العام الجارى قبل أن يتراجع مجددا، ويشير إلى أن تنظيم الانتخابات يتطلب أولا قبول الجميع بنتائجها وتحديد الترتيبات الأمنية الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية فى البلاد، وضرورة مشاركة من وصفهم بأطراف الوضع الراهن بشكل فعال فى الملتقى الوطنى الجامع، وهو ما يؤكد تخبط البعثة فى التعاطى مع ملف الاستحقاقات الانتخابية وعدم وجود خطة عمل واضحة لذلك.
وسارعت بعض الأحزاب إلى الدعوة لضرورة إنهاء عمل المبعوث الأممي غسان سلامة حيث أكد حزب الشعب أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أصبح جزء من المشكلة إن لم يكن المشكلة كلها.
وقال أمين عام الحزب الاستاذ صلاح الحرابي في تصريح خاص لـ"أوج" يوم الإثنين قبل الماضي، أن الشعب الليبي بات يعرف ان غسان سلامة جزء من المشكلة او بالأصح هو المشكلة كلها لهذا فهو شخصية غير مرغوب فيها.
واقترح امين عام حزب الشعب أن يكون الشيخ محمد البرغوتي الورفلي مبعوثا للقبائل، مؤكداً أننا لا نحتاج لمبعوث اخر من الامم المتحدة التي دمرت ليبيا.