يعتقد الكثير من الليبيين أن الزعيم معمّر القذافي لا يزال حيّا ، يظهر ذلك حجليّا من خلال صفحات التواصل الإجتماعي وشريط التعليقات على قناة «الخضراء» التابعة لأنصار النظام السابق .

يقول أحد أنصار القذافي « نحن على ثقة من القائد حي و سيعود رلينا بجيشه الجرّار ليعيد لنا ليبيا ويرفع الراية الخضراء من جديد » ويضيف ثان « هذا الكلام شبه مؤكد لنا ، ونحن نستند الى صورته ، فالذي رأينا جثته معروضة للتصوير والمشاهدة بعد الإعلان عن مقتل القائد في العشرين من إكتوبر 2011 ليس هو معّر القذافي وإنما شخص أخر يشبهه »

يأتي ذلك  في حين نفت الحارسة الشخصية للزعيم الراحل معمر القذافي، جميلة المحمودي، أن تكون الصور التي تم بثها عبر الإعلام عن القذافي أثناء اغتياله حقيقية، مؤكدة أن الرجل الذي تم قصفه بإيعاز من منشقين ليبيين، نقل من موقع القصف من قبل الناتو قبل وصول أي كان، مشيرة إلى أن لديها دلائل تكشف عدم صحة تلك الصور ."

وكشفت جميلة المحمودي الحارسة الخاصة لمعمر القذافي في تصريحات صحفية  عن الحالة التي كان عليها العقيد الليبي في أيامه الأخيرة قائلة كنت أخجل أن أحكي أمامه عن شيء له علاقة بالمعركة، وكان لديه إيمان غير عادي بالنصر، واختار أن يكون شهيدا منذ خطابه في 22 نوفمبر 2011، وقال «أنا مشروع شهيد .

وقالت المحمودي: أعرف شجاعته وأؤكد للجميع أن من ظهر على الشاشات ليس القذافي، وبصرف النظر عن كل ما سبق فإذا كان هو القذافى فأين جثته؟، كاشفة أن «معمر القذافي كان ملاكا مقارنة بهؤلاء البشر»، في إشارة منها إلى من تصفهم بـ«المرتزقة والقاعدة» الموجودين في ليبيا حاليا 

ويقول الصحفي الليبي اسعد امبية ابو قيلة المعروف بصرخاته الإعلامية ذات المنحى الغرائبي "هناك اخبار يتم تداولها على نطاق واسع بين عامة الليبيين، تطرح تساؤلات كثيرة واقاويل وروايات عديدة في الذكرى الاولى لمقتل العقيد القذافي".
ويشير ابو قيلة الى أن أبرز تلك الأخبار هي التي تتحدث عن وجود القذافي داخل احدى المركبات الفضائية التابعة للمخابرات الروسية وهو رهن الإقامة الجبرية بحسب اتفاق (سري) بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
ويؤكد أبو قيلة لـ"السوسنة"، أن غالبية الليبيين يتداولون أنباء عن التحقيق مع القذافي على سطح القمر حول البرنامج النووي الليبي وقضية لوكربي وأسرار خطيرة عن تفجيرات (11 سبتمبر).
ولفت ابو قيلة الى أن إحدى الصحف الروسية، نشرت مؤخرا، تقريرا يؤكد أن العقيد القذافي لا يزال على قيد الحياة، كما عرض أحد الخبراء الروس  (فلاديمير يفسييف) مجموعة من الصور والتسجيلات المصورة التي تؤكد أن الذي قتل في سرت ليس الزعيم الليبي بل شخص يدعى احميد.
وبحسب الخبير الروسي فإن معمر القذافي (69) عاما، حر طليق و يعيش حياته بكامل حريته على كوكب الارض او ربما في كوكب اخر، طبقا لما ذكره الصحفي الليبي ابو قيلة الذي أشار الى ان القذافي ظهر على التلفزيون الليبي في عام 1998 في خطاب امام الشعب الليبي، وقال حينها (انا لدي اشخاص طبق الاصل عن شكلي)

وقالت مصادر صحفية  ان خبيرا روسيا أكد ان الشخص الذي قتل على يد الثوار الليبيين في سرت ليس معمر القذافي ، بل هو شخص شبيه له يدعى “أحميد “. على حد قول الخبير الروسي بحسب مصادر تناقلتها وسائل اعلام عربية.
وقال الخبير الروسي :”أن لديه عدة أدلة منها: انه يوم القبض على معمر القذافي في سرت كان يوما ممطرا خلاف ما اتضح في الفيديو الذي ظهر فيه رياح واتربة.كما أن معمر القذافي لون شعره اسود بينما اثناء القبض عليه كان يميل اللون الى البني ، أما الجثة الموجودة في المستشفى فلون الشعر أسود”.
وتابع الخبير الروسي :”انه عندما تم احضار معمر القذافي الى المستشفى كانت هناك طلقتان واحدة في الرأس بالجانب فوق الأذن والأخرى في البطن ، ولكن الفيديو الذي ظهر على المواقع الالكترونية أوضح ان هناك رصاصة أخرى في الرأس من الأمام”.
ولم يتوقف الخبير الروسي بهذا الحد لأدلته بل أكمل قائلاً : “معمر القذافي أجرى عملية جراحية في البطن وكانت هناك آثار لهذه العملية لكن الجثة التي عرضت لم توجد بها آثار عن تلك العملية”. وفق تصريحات تناقلتها وسائل اعلام عربية.

وحسب صحيفة « السوسنة » الأردنية ،فقد تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت في في ليبيا عدة صور يظهر فيها رجل يبدو أنه العقيد معمر القذافي، ويقولون أنه "حي يُرزق ويتلقى العلاج في مستشفى بإحدى الدول الافريقية بسبب  اصابة احدى قدميه وقطع الاخرى  في قصف لحلف الناتو".
وبحسب خبراء فإن تلك الصور هي ربما نوع من انواع الحرب النفسية التي تقوم بها كتائب القذافي وانصاره ضد  قوات الثوار وحكام ليبيا الجدد  بهدف بث الرعب والخوف وزعزعة امن البلاد خاصة وان ليبيا تشهد الان العديد من الاشتباكات المسلحة العنيفة في المدن الكبيرة الليبية.

غير أن بعض المصادر تؤكد أن هدف بث إشاعة مضمونها أن القذافي لا يزال حيّا هو منع أنصاره من التحرّك وإبقائهم على أمل وحيد وهو « عودة القائد وجيشه ورجاله » كما تقول بعض القصائد الشعبية الرائجة حاليا بين القبائل الموالية للنظام السابق 

وكان إعلان القبائل الليبية الأسبوع الماضي خلال ملتقى عودة المهجرين الذي نظمته قبائل ورشفانة عن إشتراطها لتحقيق أية مصالحة وطنية الكشف عن جثامين القذافي ونجله المعتصم ووزير دفاعه أبوبكر يونس جابر ،وتسليمها لقبائلها لدفنها إعترافا ضمنيا بوفاة الزعيم الليبي الذي تم دفن جثمانه بمكان مجهول في الصحراء الليبية 

ويعتقد بعض الليبيون أن خميس القذافي لا يزال حيا وأنه في الجزائر أو في روسيا ، رغم الإعلان رسميا عن وفاته في مدينة ترهونة في صيف 2011 خلال قصف من قبل طائرات من قبل حلف الناتو ، وفي سبتمبر 2012 قامت الميلشيات المسلحة من مدينة مصراتة بمهاجمة مدينة بني وليد عاصمة قبائل ورفلّة ، تطبيقا للقرار رقم 7 الصادر عن المؤتمر الوطني العام ، وأْلن المهاجمون عندئذ أنهم ألقوا القبض على خميس القذافي ومعه موسى ابراهيم المسؤول السابق ،وأنه تم نقلهما الى مصراتة في طائرة مروحية ، وتناقلت وسائل الإعلام العربية والدولية الخبر في إطار تبرير ممنهج للهجوم على بني وليد ، ثم تبيّن أنه كان خبرا كاذبا ولا صحّة له 

ويرى المراقبون أن الحديث عن بقاء القذافي ونجله خميس على قيد الحياة يتخذ بعدين مهمين : الأول أن أنصار النظام السابق الذي يمثلون نسبة مهمة من الشعب الليبي في الداخل والخارج يبحثون عن سند نفسي ومعنوي لتحمّل معاناتهم ،وهو ما يحدث عادة في أغلب الأنظمة العقائدية حيث سبق أن تحدث العراقيون عن وجود صدام حسين على قيد الحياة رغم بث صور إعدامه ، وقد تم قبل غزو العراق الترويج لوجود مائة شبيه لصدام وهو ما أثبتت الأيام أنه جزء من الحملة الإعلامية التي مهدت لغزو العراق ،ولم يتم العثور في ما بعد عن شبيه واحد من بين المائة المزعومين ، كما أوردت بعض المواقع إشاعات عن بقاء  زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن  على قيد الحياة 

وتعتمد أغلب الحضارات والمعتقدات على فكرة الميت الذي لا يموت أو الذي لم يمت وهو موجود في مكان ما وسيعود ذات يوم ،الأمر الذي نجده لدى المسيحيين ولدى الشيعة المعتقدين بعودة المهدي المنتظر

وأما البعد الثاني لإشاعة بقاء القذافي على قيد الحياة فيستفيد منه الطرف المقابل بإبقاء أنصار النظام السابق في عهدة الإنتظار الذي ينتهي للرجل الذي لا يأتي ، ومن يتابع تعليقات ومواقف بعض أنصار القذافي يجد لديهم أملا في « عودة الشرعية » على يد القائد الذي سيعود وجيش خميس الذي لا يقهر 

غير أن المؤكد أن القذافي فارق الحياة فعلا في مسقط رأسه مدينة سرت ، وكان بنفسه قد وعد بأن يموت شهيدا في أرض أجداده ، وفي ظل التقدم العلمي وخاصة في مسألة التحليل الجيني لم يكن صعبا على القوى الغربية التي ساهمت في الإطاحة بنظامه ،أن يتأكدوا من أنه هو ذاته الذي كان جثمانه مسجى في مدينة مسراطة قبل دفنه في مكان مجهول بالصحراء الليبية