تسعى حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي طعنت في صحة إعلان وسائل إعلامية فوز منافسة، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة، إلى إعادة فرز الأصوات في ست ولايات حاسمة.
وقالت الحملة إن لديها أدلة على تصويت أشخاص متوفين أو ليس لديهم الحق في التصويت من الأماكن التي صوتوا منها، وأشارت إلى قيود على مراقبيها في العديد من أماكن الفرز.
وكالة رويترز خلصت في تقرير حول هذا الموضوع إلى صعوبة نجاح الحملة في تغيير نتيجة السباق وأوضحت أسباب ذلك.
كان وزير الشؤون الخارجية لولاية جورجيا، براد رافنسبرغر، قد أعلن أن الولاية تتجه لإعادة الفرز، بعد أن ضاق الفارق بشدة بين المرشحين، في هذه الولاية الحاسمة.
وأظهرت آخر بيانات، وكالة أسوشيتد برس، أن بايدن حصل على 49.5 في المئة من الأصوات، فيما حصل منافسه على 49.3 في المئة، والفارق بينهما حتى الآن هو نحو 12 ألف صوت.
وبشكل عام، تتم عملية إعادة فرز الأصوات للتأكد من دقة نتائج الفرز في المرة الأولى وضمان عدم حدوث أخطاء، وهي سمة شائعة نسبيا في الانتخابات الأميركية، لكنها نادرة في السباقات الرئاسية.
ريبيكا غرين، أستاذة القانون قالت لرويترز إن "إعادة الفرز أمر روتيني" وتظهر عادة أن الفرز أول مرة كان دقيقا إلى حد ما، على الرغم من وجود أخطاء صغيرة، غالبا ما تنتج عن اختلاف الأحكام حول كيفية عد أوراق الاقتراع التي تم ملؤها باليد وغيرها من المشكلات.
وفي جورجيا، يقوم الناخبون بملء بطاقات اقتراع تمر عبر ماسح ضوئي يقوم بفرزها، وفي حال فشل الجهاز في تحديد اسم المرشح الذي قام الناخب بالتصويت له، تقوم مجموعة من المشرفين على الانتخابات، تضم أفرادا من كلا الحزبين، بمراجعة البطاقات لتحديد مصيرها. وإذا تمت إعادة الفرز في الولاية، فإن هذه العملية سوف تتكرر.
لكن عملية إعادة الفرز لن تتطرق لمزاعم حملة ترامب الأخرى المتعلقة بتصويت متوفين أو منع مراقبيها، فهذا الأمر يحتاج إلى أحكام قضائية منفصلة، وفق رويترز.
وتحدد كل ولاية إجراءات إعادة الفرز. في بنسلفانيا، إحدى الولايات المحورية في إعلان فوز بايدن، يتطلب إعادة الفرز أن يكون الفارق بين المرشحين أقل من 0.5 في المئة من الأصوات المدلى بها. وتشير النتائج، حتى يوم الثلاثاء، أن بايدن يتقدم على ترامب هناك بنحو 0.67 في المئة.
وتسمح جورجيا للمرشحين بإعادة الفرز إذا كان الهامش أقل من 0.5 في المئة، أما ولاية ويسكونسن، فالهامش هو أقل من 1 في المئة. وتشير الأرقام في الولايتين إلى أن ترامب يمكنه إعادة فرز الأصوات فيهما.
وتقول، وكالة رويترز، إن عمليات إعادة الفرز شائعة، خاصة بالنسبة للانتخابات المحلية وعلى مستوى الولايات، لكن نتائج دراسة، أجريت العام الماضي، تظهر أن ثلاث عمليات إعادة فرز فقط خلال العقدين الماضيين قد غير نتائج سباقات، وليس منهما أي سباقات رئاسية، وقد حدث تغير النتائج فقط في الحالات التي كانت فيها خلاف حول بضع مئات فقط من الأصوات بين أكبر مرشحين.
والدراسة، التي أجرتها مجموعة "Fair Vote" غير الحزبية، وجدت أن الولايات أجرت 31 عملية إعادة فرز على مستوى الولايات بين عامي 2000 و2019، وأن النتيجة تغيرت في ثلاث منها فقط.
حدث ذلك في سباق حاكم ولاية واشنطن في عام 2004، وفي سباق مدقق حسابات الولاية في فيرمونت في عام 2006، وفي سباق مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا، عام 2008.
في الأخير، قبل إعادة الفرز، كان السناتور، نورم كولمان، متقدما بـ 215 صوتا، لكن بعد المراجعة، فاز خصمه، آل فرانكن، بفارق 225 صوتا، وكان لافتا أن الإجراءات القانونية تأخرت حتى أن مقعد مجلس الشيوخ ظل فارغا لمدة ستة أشهر.
وفي أغلب الأحيان، يحصل الفائز على نسبة ضئيلة من الأصوات، وهي بحسب الدراسة 0.024 في المئة في المتوسط، وهو هامش أصغر بكثير مما يحتاجه ترامب لتجاوز بايدن في أي من الولايات الحاسمة.
في سباق الرئاسة لعام 2016، أعادت ويسكونسن فرز الأصوات بناء على طلب مرشحة حزب الخضر، جيل شتاين، التي فازت بنحو 1 في المئة من الأصوات. وبعد الفرز، حصل ترامب على 131 صوتا إضافيا.
أشهر عملية إعادة فرز كانت في فلوريدا خلال انتخابات الرئاسة لعام 2000، بين جورج دبليو بوش، ومنافسه آل غور.
كان بوش متقدما بـ1784 صوتا على آل غور، وبعد إعادة فرز الأصوات، أعلنت فلوريدا في النهاية أن بوش قد فاز بأغلبية 537 صوتا.
وتشير نتائج بحث أجرته أسوشيتد برس إلى أنه تمت 31 عملية إعادة فرز على مستوى ولاية جورجيا منذ عام 2000، ثلاث منها فقط غيرت النتائج. وكان الهامش في هذه السباقات هو نحو 300 صوت أو أقل.