قال "رياض الشعيبي" رئيس حزب البناء الوطني (اسلامي) في تصريح خاص لـ"بوابة افريقيا الاخبارية" ان وفدا من نواب البرلمان التونسي وممثل عن محافظة تطاوين الحدودية مع ليبيا ، قد عقد منذ يومين اجتماعا مع مسؤولين من حكومة الحاسي التابعة لفجر ليبيا و المسيطرة على معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا .

وبيّن محدثنا ان الاجتماع جرى بعلم وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي وذلك في محاولة لحل الازمة التي اخذت منعرجا خطيرا في المناطق الحدودية مع الجارة لبييا بعد فرض اتاوة على اللّيبيين الداخلين للتراب التونسي وكذلك الشأن على التونسيين الداخليين للتراب اللّيبي. وحول الحديث المطروح في المنابر الاعلامية المحلية في تونس كون الجانب الليبي يستعمل سياسة ليّ الذراع على تونس للضغط عليها من اجل الاعتراف به كسلطة قائمة، اعتبر محدثنا ان تونس عليها مراعاة مصالحها ومصالح مواطنيها مع الجارة ليبيا وبالتالي فهي مجبرة على التعامل مع الطرف المسيطر على المعبر الحدودي من الجانب الليبي والاعتراف به .

وتعليقا على حديث الرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي" أمس و التي اتهم اطرافا سياسية بتأجيج الاحدث في المناطق الحدودية الجنوبية، قال محدثنا ان غياب التنمية والوضع الاجتماعي المتأزم في الجهة والقرارات التي فرضت الاتاوة هي فتيل الازمة الحاصلة ومن غير المقبول الحديث عن طرف سياسي مورط في الازمة .

و يرى مراقبون في تونس أن الاحداث الاخيرة في الجنوب التونسي تقف ورائها أطراف جهادية لتشتيت القوى الامنية على الحدود،بالتحالف مع الناشطين في التهريب على طول الحزام الحدودي مع ليبيا.

نذكر ان محافظة تطاوين (الوقعة أقصى الجنوب الشرقي التونسي والحدودية مع القطر الليبي) عاشت امس الثلاثاء على وقع اضراب عام شلّ كل المرافق الحياتية في الجهة. واستجابت للإضراب العام الجهوي الذي نادى له اتحاد الشغل كل المؤسسات العمومية والمحلات الخاصة القليلة وقد تم استثناء المستشفى والصيدلية. وجاء الاضراب على خلفية التصعيد الامني الذي جرى في مدينة الذهيبة من محافظة تطاوين حيث شهدت الجهة مواجهات حادة بين مواطنين عزل مطالبين بالتنمية والتشغيل وبالتراجع عن الرسوم الجمروكية المقدرة بـ 30 دينار أي 20 دولار فرضتها تونس مؤخرا على الليبيين الراغبين في الدخول للتراب التونسي مما استدعى ايضا السلطات اللبية فرض معلوم 60 دينار على التونسيين الداخلين لترابها واغلبهم من المواطنين البسطاء الذين يعيشون على التجار ة. و اسفرت هذه المواجهات على سقوط قتيل مدنيّ وإصابات اخرى في صفوف الممواطنين وعدد قليل من عناصر الحرس الوطني ،اضافة اى حرق مركز حرس بالجهة .