تُصوب الأنظار تجاه مصر لثقلها التاريخي والإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لتتحمل مسؤولياتها في مكافحة الإرهاب عربياً وإقليمياً ودولياً، لاسيما وأن المنطقة تشهد أحداثاً ملتهبة، وتعاني من خطر الإرهاب بما يهدد أمن مصر القومي وأمن المنطقة، الأمر الذي جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يُشير، في خطاب سابق له، إلى استعداد بلاده لحماية الأمن القومي العربي، إذا استدعيت لذلك.
 

وبرزت خلال الآونة الأخيرة مطالب للقاهرة بقيادة تحرك عسكري لمواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، في الوقت الذي نشرت فيه تقارير صحفية أجنبية أنباءً حول طلب السلطات السعودية الاستعانة بالقوات المصرية، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويأتي ذلك بالتزامن مع المقترحات الخاصة بإرسال القاهرة قوات من الجيش إلى الأراضي الليبية، لمواجهة الإرهاب هناك، لاسيما وأنه يشكل تهديداً أمنياً قوياً على مصر فهل تقود مصر تحركاً عربياً عسكرياً لمواجهة الإرهاب؟

حل حاسم
يرجح المدير الأسبق لمركز دراسات القوات المسلحة اللواء علاء عز الدين محمود، أن يتم اللجوء في وقت ما إلى سيناريو "التدخل والحسم العسكري"، خاصة أن دولاً عربية عديدة تعاني من التهديدات الإرهابية على حدودها، لاسيما مع تنامي وتزايد نفوذ جماعات إرهابية مختلفة، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ24، أن الحل العسكري هو أفضل الحلول المتاحة حالياً، خاصة مع فشل الحلول الأخرى، التي لم تحسم الأمر.

وأوضح أن "التدخل العسكري" هو حل حاسم، بعيداً عن الحلول السياسية التي لم تنجح في حماية أمن الدول العربية مطلقاً.

غير أن الخبير العسكري والاستراتيجي البارز اللواء طلعت مسلم، شكك في إمكانية أن تلجأ الدول العربية لـ "الحل العسكري"، لاسيما وأن المؤشرات الحالية كلها تؤكد دعم العرب للحلول السياسية، في البلدان التي تشهد توترات، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ 24، أنه "لو ظهرت إرادة سياسية أو نية عربية من أجل التدخل العسكري لمكافحة الإرهاب، فإن ذلك سوف يكون بقيادة مصر حتماً، وتحت راية الجيش المصري"، موضحاً أن الوقت الحالي لا يسمح بتلك الخطوة.

القانون الدولي
وفي السياق ذاته، يقول الخبير الأمني البارز، مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي: "القانون الدولي يعطي لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، حفاظاً على أمنها القومي، ودفاعاً عن المصالح القومية للبلاد المحيطة بها، وحماية الحدود، مما يؤكد أن مصر من حقها استخدام قوتها العسكرية في ضبط حدودها الغربية مع ليبيا، وقيادة ذلك التحرك هناك"، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ 24، أن مصر تسعى لتطهير الدول العربية من موجة العنف والإرهاب عن طريق مكافحته داخلياً وخارجياً.

وأشار المقرحي إلى أن الوضع في ليبيا وبعض دول المنطقة مقلق، مما يحتم على مصر الاستباق بضربة عسكرية لمواجهة الإرهاب، غير أن ذلك لابد أن يتم عقب صدور تقارير الجهات العسكرية الفنية، وطرح معلومات مخابراتية أمام القيادة السياسية ومجلس الدفاع الوطني، لافتاً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بمهام البرلمان، ويستطيع بعد موافقة مجلس الدفاع الوطني استصدار قرار بتوجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا، أو إنزال قوات بالمملكة السعودية أو غيرها، بحسب الأنباء المتواترة خلال الفترة الأخيرة.

 

*نقلا عن "24" الإماراتي