لاحظ الكاتب ابايومي ازيكيوي، في مقال نشر على موقع وركرز وورلد الأمريكي، أنه بعد ثلاث سنوات من حملة القصف واسعة النطاق، ضد ليبيا والتي دامت ثمانية أشهر، التي شنتها وزارة الدفاع الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنتجت انقسامات داخل قوات الثوار، كانت بمثابة القوات البرية للحرب الإمبريالية لتغيير النظام ودفع التدخل الأجنبي.

وأشار إلى أن إيقاف ناقلة النفط "مورنينغ غلوري" قبالة سواحل قبرص، من قبل قوات الكوماندوس الأمريكية والقوات البحرية، يظهر الجهود الأمريكية لإعادة تشكيل هذا البلد في  شمال أفريقيا.مضيفا أن السفن الحربية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تنتشر بكثرة في مياه البحر الأبيض المتوسط المحيطة بليبيا.وبين الصحفي أن الثوار الذين يعارضون الاستعمار الجديد، ونظام المؤتمر الوطني العام في طرابلس، يسيطرون على ثلاثة موانئ لتصدير النفط من ليبيا، مشيرا إلى أن النزاع حول السيطرة الاقتصادية و السياسية على المنطقة الغنية بالنفط شرقي البلاد، أدى إلى وصول إنتاج وتصدير النفط من ليبيا إلى طريق مسدود.

وبين أن الكتائب التي تتحكم في الموانئ شرق البلاد تهدد بتصدير النفط بطريقة مستقلة دون موافقة المؤتمر الوطني العام.وقال تناقلت وكالات الأنباء العالمية يوم 24 مارس الحالي خبر رسو ناقلة النفط "مورنينغ غلوري" في طرابلس، وتم احتجاز الطاقم المكوَن من 21 شخصا، الذين من المحتمل أن يواجهوا محاكمة بتهمة تحميل النفط الليبي بطريقة غير قانونية.ولاحظ أن المؤتمر الوطني العام يخطط لإنشاء جيش وطني جديد، وهو أمر يسير على وتيرة بطيئة، فالجنود يدرّبون من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالتالي، فإن الجيش المنتظر سيكون له موقع متقدم في القيادة الأمريكية في إفريقيا وقوات "الناتو" المسؤولة عن الإطاحة بنظام القذافي وتدمير المجتمع والاقتصاد الليبي.

وأشار إلى أن تدمير النظام السياسي والاقتصادي السابق في ليبيا كان له تأثير مدمر على 6 ملايين ليبي هناك، موضحا أنه قبل حرب 2011، كانت ليبيا تتمتع بأعلى مستوى من المعيشة في إفريقيا،  واليوم أصبحت ليبيا تفتقر إلى نظام حكم متماسك وإنتاج اقتصادي، ما أدى إلى تدهور نوعية الحياة عموما داخل البلاد بشكل حاد، كما تسبب القتال المستمر بين مختلف الكتائب في خلق وضع أمني هش للغاية، أثر سلبا على المؤسسات الصناعية الكبرى.وبيَن أن إنتاج النفط والغاز الطبيعيين في ليبيا يوفَر الإمدادات من هذه الموارد الحيوية إلى أوروبا، ومع تراجع هذه الصناعات، ارتفعت أسعار النفط الخام في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت و كالة اسوشيتد برس الامريكية، يوم 24 مارس الحالي، أن "سعر النفط ارتفع فوق 100 دولار للبرميل الاثنين مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واستمرار صعوبات تحقيق الاستقرار في مجال صناعة في ليبيا، مما أثار قلق المستثمرين، ولاحظ أن روسيا هي المورّد الرئيسي للنفط الخام والغاز الطبيعي لتزويد أوروبا، في المقابل أن إنتاج ليبيا من النفط الخام، المعروف بجودته العالية، لم يتعاف تماما منذ الحرب الأهلية في سنة 2011.

وتحدث الكاتب عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة بمختلف المناطق الجيوسياسية في العالم وتعمق الأزمة الرأسمالية العالمية الحالية، مشيرا إلى أن الموارد المستخدمة للحفاظ على هذه الأعمال العدائية تجاه الدول ذات السيادة في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، يمكن أن يتم استخدامها لإعادة بناء المدن داخل الولايات المتحدة، والتي تعاني من البطالة الهائلة وخسائر نظام التقاعد وزيادة الفقر وتدني الخدمات العامة.ويؤدي عدم الاستقرار في أسواق البترول الدولية حتما إلى ارتفاع أسعار الطاقة في الولايات المتحدة، والانخفاض المستمر في الإنفاق الاستهلاكي في الدول الصناعية الغربية يخلق المزيد من البطالة وانخفاض الأجور.

وأشار تقرير الـ"أسوشييتد برس" إلى أنه "بسبب مخاطر التزويد، ينبغي تقديم الدعم لأسعار النفط، لأنه ليس هناك علامة حتى الآن على أن الإنتاج الليبي يتعافى".ولاحظ الكاتب في ختام مقاله أن ما يؤكَد تردي الوضع الأمني في ليبيا حتى في العاصمة طرابلس، هو انفجار قنبلة على مدرج مطار طرابلس الدولي يوم 21 مارس الحالي، وعلى الرغم من عدم وجود إصابات، يكشف هذا الحادث أن عناصر الجيش والأمن المحيطين بالمؤتمر الوطني العام غير قادرين على الحفاظ على النظام في المنشآت الرئيسية والمهمة