استفاقت العاصمة الفرنسية باريس صباح اليوم الأربعاء 7 يناير/ كانون الثاني،على هجوم إرهابي مسلح استهدف مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة"شارلي ايبدو" أوقع 12 قتيلا فيما أصيب 10 أشخاص خمسة منهم بحالة خطيرة. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن العملية قام بها شخصان قبل أن يلوذا بالفرار. وتحدثت بعض الأنباء عن وقوع ضحايا.وقال مصدر قريب من الصحيفة "حوالى الساعة 11,30 اقتحم رجلان يحملان رشاش كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ مقر شارلي إيبدو في الدائرة الحادية عشرة من باريس وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن" ما أدى إلى وقوع جريحين.

هجوم متوقع

فما ما حصل اليوم في محيط مقر جريدة "شارلي ايبدو" الفرنسية،كان متوقعا ،. وروى الصحافي بينوا برينجيه الذي شهد الهجوم أن ملثمين مسلحين شنوا الهجوم الذي قتل فيه عشرة أشخاص على الأقل. وأفاد بيار كوسيت، وهو مذيع في "أوروب 1"، أن المهاجمين المزودين بأسلحة أوتوماتيكية صرخوا :"تم الثأر للنبي"، وهم تمكنوا لاحقاً من الفرار.ما صرح به المهاجمون من ثأر للنبي،يفك لغز الحادث المتوقع منذ أن أقدمت الأسبوعية الفرنسية الساخرة عام 2012 من نشر رسوماً كاريكاتورية مثيرة للجدل عُدت مسيئة للنبي محمد. و في السياق ذاته،كانت "شارلي ايبدو" قد نشرت بداية العام 2013 كتابا مصورا حول سيرة النبي محمد. وأوضح مدير المجلة أن السيرة المنشورة مقبولة إسلاميا بما أن كتابها مسلمون (..) هي عبارة عن تجميع لما كتبه كتاب السيرة عن حياة محمد، ونحن رسمناها فقط".وأصر ناشر مجلة شارلي ايبدو الأسبوعية على ان الكتاب الجديد بعنوان "سيرة محمد" عمل تربوي أنتج بعد الكثير من البحث واعده عالم اجتماع فرنسي-تونسي.وقال ستيفان شاربونييه "انها سيرة أجازها الإسلام لان مسلمين حرروها"، علما انه صاحب الرسوم في الكتاب الذي حمل غلافه صورة للنبي يقود جملا في الصحراء.وصرح شاربونييه لفرانس برس في الأسبوع الفائت "لا اعتقد أن العقول المسلمة المتقدمة ستجد اي شيء مسيء" مع العلم أن صحيفته أثارت غضب أوساط إسلامية عدة مرات لنشرها رسوما للنبي.

تهديدات سابقة

في أعقاب ذلك،تلقت "شارلي ايبدو" العديد من التهديدات وصل بعضها إلى محاولة حرق مقرها. في 2011 ألقيت قنبلة حارقة في مقر الصحيفة فيما تعرض موقعها للقرصنة بعد أن نشرت عددا بعنوان "شريعة ايبدو" شمل عدة رسوم كاريكاتورية للنبي. ويعيش ستيفان شاربونييه ناشر الصحيفة بحماية الشرطة بعد تلقيه تهديدات بالقتل.في سبتمبر 2012،وجه قاضي فرنسي خاص بشؤون مكافحة الإرهاب تهمة الانتماء إلى "عصابة إجرامية" إلى شاب في ال18 من العمر بعد قيامه بتوجيه تهديدات إلى المسؤولين في الصحيفة. وكان الشاب اعتقل مدينة في تولون ووضع قيد الحجز الاحتياطي قبل أن توجه اليه تهمة الانتماء إلى "عصابة إجرامية لها علاقة بمؤسسة إرهابية". وقام احد اقرباء الشاب بالإبلاغ عنه بعد ان لاحظ ميله نحو التشدد إسلاميا. وقام هذا الشاب بتوجيه تهديدات عبر صفحته على الفيسبوك إلى المسؤولين في الصحيفة، وأكد هذه التهديدات أمام القاضي. كما عثرت الشرطة على عدة سكاكين في منزله.

داعش و ضرب التحالف الدولي

يذهب مراقبون إلى أن الحادثة كانت تطبيقا لتهديدات زعيم تنيظم الدولة الإسلامية –داعش- أبو بكر البغدادي الذي دعا في وقت سابق إلى ضرب مصالح كل الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة و الذي شاركت فيه فرنسا منذ 19 سبتمبر الماضي.و قد تم اختيار صحيفة شارلي ايبدو كي لا يحدث الهجوم أي سخط لدى الرأي العام العربي و الإسلامي،من باب أن الهجوم وقع انتقاما للرسول.و للمفارقة فان آخر ما نشرته الصحيفة الفرنسية على صفحتها على "تويتر" رسم لـ"خليفة" تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي.و كانت التهديدات الارهابية ضد فرنسا قد تصاعدت منذ تدخلها العسركي شمال شمالي و صدها لتقدم الحركات الجهادية التي سيطرت على المنطقة متخذة من تمبكتو عاصمة لها،لتجعلها تتقهقر إلى معاقلها في الصحراء الكبرى.

و كان المجلس الأعلى للدفاع والأمن الفرنسي قرر في سبتمبر الماضي، تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة والمواصلات بفرنسا للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية.و في السياق ذاته،أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في ديسمبر الماضي، أن الجيش سينشر في فرنسا "في الساعات المقبلة" ما بين "200 و300 عسكري إضافي" لتعزيز الأمن في الأماكن العامة. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أن "الدوريات ستوجه خصوصاً إلى المناطق ذات الازدحام والمناطق التجارية ووسط المدن ومحطات القطارات وشبكات النقل".