لا أحد يعرف كيف ومتى ينتهي الجدل ومسار الاتهام والنفي بين الولايات المتحدة والصين بشأن تفشي فيروس «كورونا». 

المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم ترامب، ومعهم وسائل إعلام أمريكية، وجهوا الاتهام للصين مراراً بأنها أنتجت الفيروس في أحد معاملها بمدينة ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، مرة يتهمونها بتعمد تخليق الفيروس ومرة أخرة يتحدثون عن تسرب بالخطأ، لكن الصين تنفي على نحو متكرر كل هذه الاتهامات.

منظمة الصحة العالمية رجّحت أمس الثلاثاء، أن يكون أصل الفيروس من الخفافيش ولم يُصنع في أحد المختبرات، وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم المنظمة فضيلة شايب خلال إيجاز قدمته للصحفيين في مدينة جنيف السويسرية.

وبعد أن تحدث الرئيس الأمريكي مراراً عن إمكانية أن يكون الفيروس قد صُنع في مختبرات الصين، أكدت شايب أن جميع الأدلة تشير إلى أن أصله يعود للخفافيش. 

وقالت شايب: «في هذه المرحلة، من غير الممكن أن نحدد بدقة مصدر الفيروس الذي سبب جائحة Covid19»، وأضافت مستدركة: «ولكن جميع الأدلة تشير إلى أن مصدر الفيروس طبيعي ويعود للحيوانات وليس فيروساً مصنوعاً أو مفتعلاً»، ولفتت إلى أن مصدره قد يكون الخفاش.

ولفتت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إلى أن الباحثين ينظرون إلى الخصائص الجينومية المتعلقة به، ووجدوا أن تلك الخصائص لا تدعم نظرية أن يكون الفيروس قد صُنع في المختبرات. وحذرت من اتباع «النظريات الزائفة»، مشيرة إلى أن على الناس التركيز على الحقائق فقط، حول أصول الفيروس الذي سبب الجائحة.

الأحد الماضي، أظهرت برقيات تخص وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين دبلوماسيين كانوا قلقين بشأن إجراءات السلامة في أحد مختبرات الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، التي بدأ منها تفشي فيروس «كورونا» المستجد. وقال ترامب إن الحكومة الأمريكية تنظر في تقارير غير مؤكدة تقول إن الفيروس تسرب من أحد المختبرات.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" معلومات حصلت عليها من برقيات دبلوماسية، جاء فيها أنه في عام 2018 أُرسل دبلوماسيون علميون أمريكيون في زيارات متكررة إلى منشأة أبحاث صينية. وأرسل المسؤولون تحذيريَن إلى واشنطن من أن إجراءات السلامة غير كافية في المختبر.

وجاء في الصحيفة أن المسؤولين كانوا قلقين حيال ضعف في إجراءات السلامة والإدارة في مركز ووهان لعلم الفيروسات، وطلبوا مزيداً من المساعدة.

ونفى معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين، تلك الاتهامات. وأكد المعهد أن وسائل الإعلام الأمريكية تهدف لإرباك الناس والتدخل في الدراسات العلمية للصين. مدير المعهد، يوان زيمينغ، قال لشبكة «سي جي تي إن» التلفزيونية الرسمية: «كما أكدنا سابقاً، من المستحيل أن يكون الفيروس قد تسرب من مخبرنا، ولا يوجد دليل أن الفيروس له آثار اصطناعية أو تركيبية».

وأضاف أنه لا يوجد دليل على أن يكون الفيروس قد أُنتج مخبرياً، مشيراً إلى أن الادعاءات تستند بالكامل على التكهنات وتهدف لإرباك الناس والتدخل في الدراسات العلمية للصين. وأكد عدم وجود أي إصابة لأي طالب أو موظف أو عامل في المعهد.