استفاقت تونس صباح اليوم على  سقوط أربعة من عناصر الشرطة إثر هجوم إرهابي استهدف منزل وزير الداخلية في ولاية القصرين وسط غرب تونس، و وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية ،محمد العروي فأن "هجوما نفذه إرهابيون برشاش كلاشنيكوف استهدف منزل وزير الداخلية في القصرين، وقتل خلاله أربعة رجال أمن وسقط جريح"،مما يعتبر تحولا نوعيا في العمليات الإرهابية التي يشنها التيار الجهادي في تونس منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في أعقاب ثورة يناير 2011.

المهاجمون على يقين بأن الوزير لم يكن في بيت عائلته في ولاية القصرين،فبحكم مهامه السياسية و الإدارية سيكون من الطبيعي تواجده في العاصمة على رأس عمله في الوزارة ،خاصة في ظل الوضع الأمني الدقيق الذي تمر به البلاد منذ فترة،فالأرجح أن تكون العملية كان هدفها اختطاف رهائن من بين أفراد عائلة الوزير للمطالبة في مقابل ذلك بإطلاق سراح عدد من قيادات التيار الجهادي و عناصر التيار المعتقلين في السجون التونسية ،كما تبقى فرضية اغتيال وزير الداخلية واردة جدا،خاصة و أن مثل هذه العمليات قد آتت أكلها في الجارة ليبيا،فقد تمكن جماعة ليبية جهادية من تحرير معتقل لها في السجون الأردنية،محمد الدرسي،في مقابل إطلاق سراح السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان،مطلع شهر مايو/أيار الحالي.

كما أطلقت في الآونة الأخيرة التنظيمات الجهادية في تونس و على رأسها أنصار الشريعة و شباب التوحيد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي و على المنابر الجهادية الافتراضية تحت شعار "فكوا العاني" أي فكاك الأسرى لدى ما تعتبرها أنظمة طاغوتية ،و حرضت فيها على كل أنواع الأعمال الانتقامية من أجل ذلك ،كم شهدنا عمليات مماثلة قام بها تنظيم القاعدة في اليمن و دولة العراق الإسلامية في العراق ،كان أخرها عملية سجني ابو غريب والتاجي في يوليو/تموز 2013 الماضي حيث تم تحرير 500 سجين من القاعدة و الطريف في الامر أن القيادي في التيار الجهادي التونسي،كمال زروق قد كشف أن "قرابة 90 بالمائة من منفذي العملية هم من التونسيين المتواجدين في العراق ضمن نشاطات جماعة القاعدة"

 

تخطيط الجماعات الجهادية في تونس لتحرير معتقليها من السجون ليس جديدا ففي ديسمبر2013 الماضي ، حذرت نقابة أمنية غير حكومية، اليوم الثلاثاء، من أن السجون التونسية وحراسها يواجهون "تهديدات إرهابية" ودعت إلى إصدار "قانون طوارئ خاص بالسجون".وقالت ألفة العياري، الكاتبة العامة لـ"النقابة العامة لموظفي السجون والإصلاح"، في مؤتمر صحافي: "جاءنا مؤخراً إشعار من الإنتربول بأن السجون التونسية وأعوانها (حراسها) مستهدفون من الإرهابيين".وأضافت أن الشرطة ضبطت في الأيام الماضية سيارة داخلها متفجرات وأسلحة "متطورة" قرب سجن المرناقية الذي يقع جنوب غرب العاصمة تونس. وتساءلت العياري: "لو تم استعمال هذه الأسلحة في مهاجمة السجن، كيف سيتصرف الحراس العزل؟".