لطالما وجدت هيلاري كلينتون نفسها في موقف دفاعي عند الحديث عن إنجازاتها على رأس وزارة الخارجية الأمريكية، ولا يبدو أن الرئيس باراك أوباما سيجعل الأمور أسهل لكلينتون بعد تصريحاته الأخيرة لقناة Fox الإخبارية. فردا على سؤال خلال مقابلة الأحد عن "أسوأ خطأ" في رئاسته، قال أوباما إنه فشل في "توقع تداعيات إسقاط الدكتاتور الليبي معمر القذافي في عام 2011”، وهي سياسة ما فتئت هيلاري كلينتون تستشهد بها بل وتتبجح بها كأحد أهم إنجازاتها عندما ترأست الدبلوماسية الأمريكية.

“أعتقد أن الشيء الصحيح الذي كان ينبغي عمله بشأن ليبيا هو على الأرجح التخطيط لليوم التالي" وفق ما جاء في تصريحات أوباما لـ "كريس والاس" من قناة فوكس. وليست هذه المرة الأولى التي يعترف الرئيس بفشل إدارته في مهمتها في هذا البلد الشمال إفريقي الذي مزقته الحرب الآن. ففي شهادة مؤخرا في مجلة The Atlantic، سمّى أوباما ليبيا بـ "الفوضى"، محمِّلا مسؤولية ذلك، بشكل جزئي، للتحالف الأوروبي، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لعدم بذله جهودا كافية لإعادة الاستقرار في البلاد بعد إسقاط القذافي. لكنه اتهم أيضا مستشاريه الخاصين "بفشلهم في فهم الانقسامات القبلية العميقة، القائمة مسبقا في ليبيا، حيث اكتسبت الميليشيات القوة في غياب نظام استبدادي، وتحولت البلاد إلى بؤرة للتطرف الديني وأرضا خصبة لداعش".

تعليقات أوباما تسلط الضوء على الفجوة المتنامية مع كلينتون بينما تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية. وكانت كلينتون خلال توليها حقيبة الخارجية واحدة من أقوى المؤيدين لتدخل الولايات المتحدة في ليبيا ضد القذافي. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن قرار تسخير الأصول العسكرية لإنهاء النظام الليبي بعد 42 عاما من الحكم مَثَّل لحظة التأثير الكبرى لكلينتون كوزيرة للخارجية."

ورغم أن أوباما وضع اندفاع كلينتون بشأن ليبيا في موضع سلبي خلال مقابلته مع شبكة فوكس الاحد، فإنه ما فتىء يكرر أن كلينتون ستكون رئيسة عظيمة.. ووراء الكواليس، حث المانحين الديمقراطيين على دعم محاولة وصولها إلى البيت الأبيض. كما أشاد أوباما بولايتها بشكل عام، واعتبر أن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها وحصلت عليها عبر خادم خاص لم تكن تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي. ومع أنه اعترف بأن الممارسة نفسها لم تكن آمنة، قال أوباما إنه لن يمارس أي تأثير سياسي على التحقيق في رسائلها الإلكترونية الخاصة.