يمكن تجنب النتائج المأساوية للكوارث الطبيعية، إذا كان بالإمكان التنبؤ بحدوثها قبل فترة زمنية كافية.

حول هذا الموضوع أجرى خبراء من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، تحليلا شاملا للمعطيات المتوفرة، وخلصوا إلى أن مراقبة التغيرات البسيطة في مجال الجاذبية لأحواض الأنهر من الفضاء بواسطة الأقمار الاصطناعية، ستساعد في التنبؤ بحدوث الفيضان قبل 11 شهرا من وقوع الكارثة.

ضمن إطار هذه الدراسة رسم العلماء خارطة حوض نهر ميسيسيبي، وثبتوا عليها معلومات خاصة عن استخدام الأراضي ومعطيات حصلوا عليها عبر الأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومن بعثة استعادة الجاذبية وتجربة المناخ "غريس- GRACE - Gravity Recovery and Climate Experiment" التي تراقب التغيرات في مجال الجاذبية.
وبينت نتائج المراقبة، أن زيادة الجاذبية لدقائق تشير إلى ارتفاع رطوبة الأرض، كما أن التغيرات الحاصلة في مستوى الرطوبة في حوض النهر هي أول الدلائل على هطول الأمطار أو ذوبان الثلوج.
وكلما كانت الأرض أكثر جفافا، كلما امتصت الماء بكميات أكبر، لكن إذا ازدادت رطوبة التربة، فإن المياه سوف تجري باتجاه النهر وبالتالي سيأخذ منسوبه بالارتفاع.

اختبرت هذه الطريقة عام 2011، في ولاية ميسوري التي تحدث فيها الفيضانات كل 500 سنة مرة واحدة، وقد بينت النتائج بأن الدلائل الأولى للكارثة يمكن التنبؤ بها قبل 11 شهرا من وقوعها.

طبعا هناك جوانب سلبية في هذه الطريقة أيضا. أولا – تصلح هذه الطريقة للتنبؤ بالفيضانات في الأحواض الكبيرة (200 ألف كيلومتر مربع وأكثر)، ثانيا – تقل أهميتها في المناطق التي تهطل فيها أمطار غزيرة وتتبعها الفيضانات. ثالثا – يتطلب تحليل المعطيات فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر، ما يمنع اتخاذ إجراءات اللازمة في الموعد المطلوب.

ويأمل العلماء في تقليص الوقت اللازم لتحليل المعطيات لغاية أسبوعين بحلول عام 2017

 

53bbb823611e9bcd628b45c1.jpg