إثر التطورات العسكرية التي شهدها الجنوب الليبي،أثارت إحاطة رئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا، غسان سلامة، أمام مجلس الأمن الدولي، انتقادات واسعة في شرق البلاد، إذ رأى فيها كثيرون تجاهلاً متعمداً لدور القوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب.

لكن مع تتالي موجات الإنتقاد الموجهة لعمل المبعوث الأممي غسان سلامة و تفاعلا مع ما آلت إليه الأحداث العسكرية يحاول سلامة إنقاذ خطته للوصول إلى تسوية سياسية في أقرب الآجال.

خاض مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة بداية هذا الشهر جولة مناقشات في القاهرة عندما التقى مسؤولين مصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في إطار محاولات تفكيك حصار فشل خطته وإنقاذ خطوات الطريق التي يعكف على التحضير لها حاليًا، وتستهدف عقد الملتقى الوطني الجامع خلال الفترة القليلة المقبلة.

وعلى هامش زيارة القاهرة تحدث غسان سلامة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، مدافعًا عن موقفه، إذ قال إنّ الهجوم على شخصه لا يزعجه، وأنّ بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعمل بشكل محايد، كما اعتبر أنّ رهن إجراء الانتخابات بجمع السلاح يكلف سنوات من الانتظار.

وفي محاولة لتخفيف الضغوط عن كاهله، عبّر سلامة عن تفاؤله إزاء حل الأزمة الليبية وفق المسار السياسي خلال العام الحالي، لكنّه ربط ذلك بـ"اتفاق الأطراف الفاعلة|، فيما اعتبر أنّ الهجوم الذي طاله جيد ولم يزعجه وكان يتوقعه.

ونفي سلامة اتهامات أنصار القوات المسلحة والمشير خليفة حفتر بشأن عدم اعترافه بالجيش، معتبرًا أنّ هذا أمر خاطئ، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "البعثة تعمل في ليبيا بصورة تشبه الجواهرجي"، على حد تعبيره.

في نفس الإطار،يقوم المبعوث الأممي إلى ليبيا بمشاورات مكثفة مع مكونات سياسية للتنسيق والتشاور مع المجلس الرئاسي الليبي ومجلس الدولة  للوصول لنقاط تلاقٍ مع مجلس النواب الليبي والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، للبدء في وضع موعد محدد لعقد الملتقى الوطني الجامع والاتفاق حول خارطة طريق محددة بضمانة أممية.

من ذلك،وصل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الأسبوع الماضي إلى مدينة بنغازي، بينما تشهد العلاقات بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والبعثة الأممية توترا غير مسبوق.

واشارت البعثة الاممية في بيان مقتضب عبر صفحتها على "فيسبوك"، إلى أنّ حفتر وسلامة ناقشا "التطورات في الجنوب، والوضع الإنساني في درنة، والاستعدادات للملتقى الوطني»، فضلاً عن الوضع السياسي في ليبيا بشكل عام.

يشير مراقبون أن النجاحات التي يحققها الجيش هي التي دفعت المبعوث الأممي من أجل المضي قدما في إتجاه تعديل خطه،هذه المستجدات جعلت من سلامة يأخذ بعين الإعتبار المخاوف الجدية في المشهد الليبي من تغلغل الجماعات الإسلامية و فرض أطروحتهم في عملية التسوية لذلك لم يتبعد المبعوث الأممي تأجيل آخر للإنتخابات حتى تحقيق تسوية تاريخية تشمل جميع الأطراف.