على الرغم من الانتقادات التي رافقت مونديال كأس العالم في نسخته العشرين في البرازيل، حتى وصل بعضها إلى الحكم عليها بالفشل قبل انطلاقها، بسبب تأخر اكتمال المنشآت والملاعب، إلا أن ذلك لم يمنع محبي الساحرة المستديرة في تونس من التهيؤ للاستمتاع بهذا المهرجان الكروي الذي لا يتكرر إلا مرة كل 4 سنوات.

الهوس" بِكرة القدم وعشقها، ميزة لم تفارق الجماهير التونّسيّة التّي ترى في مثل هذه المناسبات الرّياضية متنفسا للخروج من رتابة الحياة اليومية وروتينها، والابتعاد ولو قليلا عن الضغوط التي خلفتها الأحداث السياسية التي عرفتها تونس مؤخّرا خاصة وأنه لم يتم الاتفاق بعد على تاريخ محدد لانجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أقرها الدستور.

فالجماهير التّونسيّة التّي تتسم بشغفها الكبير، وعشقها اللامتناهي لهذه اللعبة، لم تتخل عن ذلك، رغم عدم مشاركة المنتخب التونسي (الشهير بلقب نسور قرطاج) في هذا الكرنفال الكروي.

ورغم تعبير تونسيون التقاهم مراسل وكالة الأناضول عن أسفهم لغياب منتخب بلادهم في المونديال إلا أن ذلك لم يمنع من التعبير عن عشقهم للمنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل.

الصحفي الرياضي، نبيل الأحمدي رأى في حديثه لمراسل الأناضول أن "عدم تأهل المنتخب التونسي كان متوقعا لأدائه المتراجع في مرحلة التصفيات، إلا أنه مثّل صدمة كبيرة للشارع الرياضي، لأن الجمهور التونسي مهووس بكرة القدم، وكون المنتخب التونسي يعد من أكثر المنتخبات العربية التي تعودت على المشاركة في كاس العالم، وكذلك أنه رغم المستوى المتراجع للمنتخب التونسي فإن نتائج الأندية التونسية في المسابقات القارية كانت مميزة".

وتابع الاحمدي "شخصيا سأشجع المنتخب الألماني الذي أجد في أدائه متعة كرة القدم الحقيقية، التي يمتزج فيها الانضباط بالأداء المميز والنتائج، وأتمنى فوزه في منافسات كاس العالم".

الشاب رضوان مليح، (طالب) لم ينس لحظات تاريخية في دورات سابقة، حيث لا زال عالق في ذهنه الهدف الذي سجله لاعب المنتخب التونسي "رؤوف بوزيان" في كأس عالم 2002 بكوريا واليابان ضد المنتخب البلجيكي، إضافة إلى "النطحة الشهيرة" للاعب المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي كأس العالم ضد إيطاليا عام 2006 بمونديال ألمانيا.

ويضيف رضوان أنه من عشاق الساحرة المستديرة و كان يتمنى ككل تونسي ترشح المنتخب التونسي لهذا المونديال حتى يتمكن من السفر الى البرازيل وتشجيع منتخب بلاده في مهد كرة القدم فالرياضة بالنسبة اليه و كرة القدم على وجه الخصوص لعبة استثنائية بفضلها يجتمع العالم ويتوحد بعيدا عن ترهات السياسة التي تفرق الجماهير الدّولية".

بينما يرى عز الدين عياد، الذي يعمل بإحدى الشركات الخاصة أن "هذه النسخة من بطولة العالم ستكون حتما مميزة، لاعتبارات عديدة أبرزها إقامة البطولة في البرازيل، مصنع نجوم العالم في هذه اللعبة".

وأضاف عياد أنه سيشجع منتخب الجزائر، ممثل كرة القدم العربيّة، الذي يعلق عليه أمالا كبيرا لتشريف العرب، بعد ما أسماه خيبة أمل الجمهور التونسي بفشل منتخبه في الترشح للنهائيات.

الأمر ذاته بالنسبة إلى علي القاسمي، الصحفي المتخصص في المجال الرّياضي، الذّي استعاض عن أحلامه بدعم منتخب بلاده في هذا المونديال، باختار دعم "ممثل العرب، منتخب ثعلب الصحراء، الجزائر في المرتبة الأولى، ثم المنتخب الإسباني، الذّي له من التقاليد الكروية ما يجلب إعجاب محبي كرة القدم" على حد وصفه.

وتابع القاسمي "رياضة كرة القدم في تونس هي محور الاهتمام الاول، ولكن ذلك تراجع شيئا فشيئا بعد الثورة التونسيّة لتبرز لديه اهتمامات سياسية، لكنه برغم ذلك بقي متابعا للمواعيد الرياضيّة الكبرى التي يستعيد فيها شغفه القديم ولا سيما إذا ما تعلق الأمر بكرنفال المونديال، الذّي يعني الكثير لتونس".

ورأى القاسمي أن دليل ذلك "الإقبال الكبير من المواطنين على شراء أجهزة بث المونديال رغم غلاء أسعارها".

وتعيش تونس منذ مايو / آيار2011 على وقع عمليات مسلحة تكثفت منذ العام الماضي.

وانطلق، مساء اليوم الخميس، حفل افتتاح المونديال، وتتواصل منافساته حتى 13 يوليو/ تموز المقبل.