أقيم صباح اليوم السبت بديوان الهيئة العامة للسياحة بطرابلس حفل تأبين للمؤرخ و المفكر المرحوم " أوفنايت الكوني " بحضور رئيس الهيئة خيضر بشير مالك،ووزير العمل والتأهيل بحكومة الوفاق الوطني ،ورئيس وأعضاء المجلس الأعلى للمصالحة ،وأعضاء المجلس الأعلى لقبائل الطوارق ،و مدير المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ،وأسرة الفقيد ، وجمع من الأدباء و الكتاب و المثقفين.

وألقيت بالحفل كلمات عكست مشاعر الفخر والإعتزاز بسيرة الفقيد، والإحترام والتقدير أمام أعماله الجليلة، وسرد خصاله الطيبة، وتفانيه في خدمة الوطن، ومأثره التي كان لها الأثر الكبير في حفظ وصون الذاكرة والهوية الليبية عبر أبحاث ودراسات أعدها حول تاريخ ليبيا القديم، وحضارات ماقبل التاريخ، وكشف أسرار تلك المراحل ، وفك ألغازها، في ملاحم سجلت فضاءات الصحراء أبرز فصولها.

وأشاد المشاركون " بقيم  أوفنايت التي ستبقى سيرةً خالدةً بطيب مأثر ونبل مواقف، و زهد في هذه الدنيا الفانية، وهو بذلك حول روحه الطيبة إلى مسلك خير وصلاح يسير عليه الخلف " على حد تعبيرهم.

وفي مداخلة مسجلة قال شقيق الفقيد الأديب والروائي الليبي العالمي ابراهيم الكوني ( إني في حضرة  أوفنايت تعلمت ما لم أتعلمه بمشيئة عالم حافل بالألام، في واقع وجود معاد بطبيعته لكل من سولت له نفسه أن يستهين بحطام الدنيا وينطلق بحثًا عن الحقيقة، ليقيني بأن قيمتنا لا تكمن فيما نأمله من أحلام، ولكن فيما نتكبده في هذه الدنيا من آلام).

وأضاف إن (  سيرة أوفنايت تعبر عن إنسان لم يكن يومًا من هذا العالم، سيرة إنسان ثري في شخصه.. متعدد في مواهبه.. سخي في عطاءه.. مجهول في مأثره.. زاهد في كل مايمت بصلة لحطام هذه الدنيا.. النبيل في علاقاته.. المريد في حياته.. الحكيم في مسلكه، كما القديس في مماته، لأن همه دومًا كان القيمة، هذه القيمة المغتربة في زماننا، لأن الأغلبية في دنيانا، أنما تتلوا صلواتها في معابد الغنيمة، بدل السجود في حرم القيمة، يقيناً مني بأننا كلنا بالدنيا فانون، ولكن بالموت فحسب خالدون ).

وفي ختام الحفل قدم رئيس الهيئة العامة للسياحة شهادة شكر وعرفان ودرع تقديرلأسرة أوفنايت، نظير مساهمة الفقيد في توثيق التاريخ الليبي القديم، وحفظ شواهده وأعماله الجليلة في خدمة قطاع السياحة.