رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم /السبت/ أن انتشار تجارة السلاح في ليبيا باتت تؤجج الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.

وذكرت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- أن هذا الأمر يؤرق أوروبا؛ حيث دعا دبلوماسيون عرب وغربيون، خلال احدى المؤتمرات في روما، المسئولين الليبيين إلى التوصل إلى تسوية سياسية تسمح للمجتمع الدولي بمساعدة الحكومة على جمع السلاح وإعادة هيكلة الجيش والشرطة.واستشهدت الصحيفة على ذلك بذكر أن أحد أسواق السمك في قلب العاصمة الليبية تحول إلى أكبر سوق سلاح في طرابلس يعرض المسدسات والبنادق الهجومية للبيع، وقالت:" إن ليبيا أضحت غارقة في مستنقع يحوى ملايين الأسلحة، التي لا تخضع لأي رقابة أو سيطرة، وذلك في ضوء تصاعد قوة مئات الميليشيات المسلحة وعجز الحكومة".وأضافت:" أن انتشار السلاح في ليبيا لم يشعل فقط لهيب الصراعات والتوترات بداخلها، بل ساهم أيضا في تأجيج نيران الاضطرابات بالمنطقة من خلال تهريب هذه الأسلحة عبر الحدود لتسقط في النهاية في أيدي المقاتلين في سوريا ودول شمال أفريقيا".

وأفادت أن انعدام الرقابة في ليبيا فاق في بعض الاحيان كل الحدود؛ حيث تمكنت الميليشيات الشهر الماضي من سرقة طائرة روسية كانت محملة بالسلاح والذخيرة لتوصيله إلى إحدى قواعد الجيش الليبي في جنوب البلاد.وتعليقا على الوضع، نقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين في طرابلس، رفض ذكر اسمه، قوله:" إن المشكلة تتمثل في حقيقة أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تعلمان الجهة المفترض أن يتحدثون إليها في ليبيا..فالمسألة تدور حول ما إذا كانت الجهة الرسمية هناك بإستطاعتها تلقي العون والمساعدة أم لا"، وأشار إلى تعثر الجهود الدولية الرامية إلى بناء مساكن لتخزين وتجميع الأسلحة في بلدة غريان بغرب البلاد بسبب صعوبة تحديد المسئول والطرف الذي يجب أن يتحدث إليه الغرب.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن حكم العقيد الراحل معمر القذافي، والذي دام نحو 42 عاما، ترك ليبيا بدون مؤسسات سياسية راسخة، لذلك غرقت البلاد في موجات عدم استقرار واضطرابات منذ سقوطه عام 2011؛ إذ تحولت ألوية المتمردين التي شكلت لمحاربته إلى ميليشيات قوية تتمركز في المناطق القبلية والمدن وحتى في الأحياء.ومضت (واشنطن بوست) توضح أن الميليشيات في ليبيا باتت أقوى من الجيش والشرطة، بعد أن انهكتهما الحرب الأهلية، على نحو دفع الحكومة إلى تأجير البعض منها لتولى مهام أمنية في المطارات والموانئ والمستشفيات والبنايات الحكومية وحقول النفط.واعتبرت الصحيفة أن السياسيين الليبيين انفسهم يعانون من حالات انقسام حادة، حتى أن البعض منهم يلقى دعما من جانب الميليشيات المتناحرة؛ ليتحول المشهد السياسي في ليبيا إلى نزاع مسلح يتصدره حملة السلاح.واستشهدت الصحيفة الأمريكية في تقريرها على الانقسامات السياسية في ليبيا بذكر أن ليبيا ارسلت وفدين إلى مؤتمر روما؛ إحداهما يترأسه رئيس الوزراء المقال علي زيدان والأخر يترأسه منافسه رئيس البرلمان الاسلامي نوري أبو سهمين.