أطلقت الولايات المتحدة تحذيرا لرعاياها في مختلف أنحاء العالم من هجمات قد تستهدفهم انتقاما من عملياتها ضد "داعش". وشملت التحذيرات في قارة إفريقيا جماعات تنظيمات "القاعدة في المغرب" لاسيما أن الجماعات الإرهابية في المنطقة بابت نشاطها متمركزا على الحدود الجزائرية بين ليبا وتونس والجزائر بعد التدخل العسكري لفرنسا في مالي. وطالبت مذكرة تحذيرية نشرتها الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني حاملي الجنسية الأمريكية في مختلف أنحاء العالم بالبقاء على درجة عالية من اليقظة والحذر من احتمال استهداف المواطنين الغربيين والأمريكيين جراء العمليات التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفائها ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. 

وأشارت المذكرة إلى دعوة "داعش" أتباعه لمهاجمة "الأجانب أينما كانوا" والتي جاءت بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأذعان لتهديداته، وإيقاف ضرباتها الجوية ضدها في العراق والتي بدلاً من أن تتقلص اتسعت أواخر شهر سبتمبر الماضي لتشمل سوريا. وشددت المذكرة على أن المناطق المحتملة في هذا الإطار هي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وآسيا، مشيرة إلى استخدام "داعش" و"القاعدة" وحلفائهما الاختطاف كمصدر للتمويل. وشملت التحذيرات في قارة إفريقيا تنظيمات "القاعدة في المغرب" و"تنظيم المرابطين" و"تنظيم حركة التوحيد" و"الجهاد في غرب إفريقيا" والتي تنشط حسب المذكرة على مدى محدود في مالي، مشيراً إلى أن "معظم هذه الجماعات أجبرت على الهجرة إلى جنوب الجزائر وجنوب غرب ليبيا وتونس بعد التدخل الفرنسي في مالي". وحذرت من أن "المتطرفين يمكن أن يستخدموا أسلحة تقليدية أو غير تقليدية ويستهدفون مصالح رسمية وخاصة بما فيها فعاليات رياضية هامة، والمناطق السكنية، ومكاتب تجارية، وفنادق، ومنتديات، ومطاعم، وأماكن للعبادة، ومناطق عامة، ومراكز تسوق، وغيرها من الأماكن التي تجتذب السائحين سواء داخل الولايات المتحدة أو خارج البلاد وعرضت المذكرة تحذيرا من أن الحكومات الأوربية تعتقد ب«أمكانية ازدياد الهجمات الأرهابية في أوروبا بعد عودة الأوروبيين المنخرطين في صفوف داعش إلى بلدانهم من العراق وسوريا". وأبدت الخارجية أن مخاوفها ليس فقط من أعضاء "القاعدة" و"داعش" وحلفائهما ولكن من هجمات فردية لأشخاص ليسوا على علاقة بهذه التنظيمات. كما شمل التحذير تهديدات جماعات ومنظمات إرهابية أخرى ك"الشباب" في الصومال، و"بوكو حرام" في نيجيريا، إضافة إلى الحركات الإسلامية المسلحة الناشطة في جنوب آسيا كتنظيم "طالبان"، و"عسكر الطيبة" و"الحركة الإسلامية" في باكستان، و"القاعدة" و"اتحاد الجهاد الإسلامي" و"الحركة الإسلامية" في شرق تركستان وفي شرق آسيا والمحيط الهادئ كما في "الجماعة الإسلامية" و«أبو سياف" في الفليبين.

ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين

يذكر أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي) جيمس كومي كان قد أكد منذ أيام أن تنظيم الدولة الإسلامية سيحاول شن عمليات في الولايات المتحدة ردا على الضربات الأمريكية التي تستهدفه في سوريا. ولم يكشف المسؤول الامريكي أي تفاصيل حول نوع الهجمات التي تخشاها السلطات الأمريكية، لكنه قال إن هدف تنظيم الدولة الإسلامية هو "قتل امريكيين أبرياء أو معاملتهم بوحشية. وقال كومي إن "هذه المنظمة كانت في طليعة قائمة مخاوفي"، دون توضيح ما إذا كان الهجوم الذي تتوقع الولايات المتحدة قريبا أم لا، وقال "غدا او بعد ثلاثة أسابيع او ثلاثة أشهر، علي أن أتصرف وكانه مقرر غدا». 

 

* عن « البلاد » الجزائرية