قالت جميلة القنطاسي ، والدة المستشار الاول بالسفارة التونسية بليبياالعروسي الفطناسي المختطف منذ الخميس الماضي، انها التقت اليوم بوزيري الخارجية والداخلية منجي الحامدي ولطفي بن جدو وأنهما طمأناها حول مصير ابنها وافاداها بأن تسريحه قد يتطلب فترة قد تطول مضيفة أن المفاوضات التي تجريها الحكومة التونسية تتم دون انقطاع وبصمت٠وأوضحت الام المكلومة أن الوزيرين ابلغاها بأنهما سيرفعان الامر اليوم الى الرئيس المؤقت منصف المرزوقي٠
في منزل العائلة في حي باب الخضراء الشعبي ، في قلب العاصمة ، التقينا أفراد عائلة العروسي القنطاسي ، المستشار الاول للسفير تونس بليبيا الذي تم اختطافه صباح الخميس الماضي ، كان المنزل يضم آفراد العائلة الموسعة وخيم عليه صمت مطبق ممزوج بالخوف والحيرة وخاصة لدى النساء ، كان الأقارب والأصدقاء يتقاطرون على المنزل لشد أزر العائلة وبحثا عن اخر آخبار العروسي الذي مشت خمسة أيام كاملة على اختطافه مرت طويلة بحساب السنين على عائلته ومعارفه٠
تقول أمه ، التي عادت لتوها من اجتماع مع وزيري الخارجية والداخلية وحضره أيضاً والد محمد بالشيخ الموظف بالوزارة منذ قرابة الشهر، أن العروسي ابنها البكر وهو من مواليد 1975 وانه تزوج في ماي الماضي ويعمل في طرابلس منذ نحو ثلاث سنوات ، وانه كان دائم الاتصال بها للسؤال عن صحتها وصحة والده المسن والذي يعاني من بعض الامراض٠وأوضحت السيدة جميلة أن اخر مرة اتصلت فيها بابنها كان قبل يوم من اختطافه وكانت الاتصالات بينهم يومية وخاصة بعد توتر الأوضاع الأمنية في ليبيا وبعد اختطاف الموظف في السفارة محمد بالشيخ قبل أسابيع ٠
ويتدخل وليد شقيق الديبلوماسي المختطف ليؤكد أن بعض أصدقائه أعلموه ظهر الخميس الماضي ، وبعد ساعات من عملية الاختطاف التي تمت حوالي الثامنة صباحا ، بأن ديبلوماسيا ثانيا تم اختطافه أمام السفارة التونسية بطرابلس دون أن يتم تحديد الاسم ، وهو ما جعله يهرع الى وزارة الخارجية بحثا عن الخبر اليقين ولمعرفة ما اذا كان شقيقه هو من تم اختطافه لكن الموظفين الذين التقاهم لم يتسن لهم في البداية تأكيد الخبر أو نفيه ليتم بعد فترة إعلامه بأن شقيقه تم اختطافه دون تقديم اسم الجهة التي اختطفته٠وتعود الوالدة جميلة للحديث وتؤكد بأنها سارعت الى مهاتفة ابنها على جواله أكثر من مرة لتجده مغلقا على طول وهو ما أصابها وبقية أفراد العائلة بحالة من الذعر تعاظمت بعد أن أعلمها وليد واستمعت الى نشرات الأخبار ٠
والده محمود لم يكن قادرا على الحديث وبدا شديد التأثر على ابنه البكر أوضح آن السفير رضا بوكادي كان طلب من الديبلوماسيين التونسيين بتسفير عائلاتهم الى تونس وهو ما تم منذ أسابيع ، اذ عادت زوجته وظل العروسي بمفرده هناك ، وكان في الحسبان ، وبعد اختطاف الموظف محمد بالشيخ ، أن يقيم كل الديبلوماسيين في مقر السفارة قبل ان يتراجع السفير عن مقترحه ليعود كل الديبلوماسيين والموظفين الى الإقامة بمنازلهم ٠ويضيف والد الديبلوماسي انه لا يعرف ما اذا كان تم اختطاف ابنه أمام منزله قبل الوصول الى العمل أم بعد ذلك وعند وصوله أمام السفارة ٠وقال وليد متذكرا أن شقيقه تعرض قبل أشهر الى عملية سطو مسلح بطرابلس اذ فاجأه شخص صباحا ووضع مسدسا على رأسه وافتك حقيبته وكل أغراضه نافيا أن تكون العملية سياسية ومرجحا أن تكون جريمة سطو وسرقة ٠
وتوجهت الام جميلة والدموع تسبقها الى الحكومة التونسية ورئاسة الجمهورية وكل المنظمات الوطنية والدولية الى العمل من أجل تحرير ابنها من مختطفيه وعدم توظيف ذلك في مسائل لا دخل له فيها ولم يكن طرفا فيها ٠كما توجهت الام وكافة أفراد العائلة الى الجهات الخاطفة برجاء حسن معاملته وإطلاق سراحه فهو لم يؤذ احدا في حياته كان يخاف الله ويؤدي واجباته الدينية وانه ليس من أخلاق المسلم إيذاء أخيه بذنب لم يرتكبه راجية منهم التحلي بتعاليم وقيم الاسلام السمحة وبسيرة الرسول الأكرم ليعود ابنها الى أحضانها وليواصل إعالة أسرة تحتاجه دوما ٠