عاد أمس منذر الزنايدي آخر وزير للصحة في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي بمطار تونس قرطاج الدولي بعد سفره إلى فرنسا بسبب اندلاع الثورة في 2011.

وكان القضاء التونسي أصدر الشهر المضي، قرارا يقضي بإلغاء تحجير السفر المتخذ ضد الزنايدي وإلغاء كل ملاحقة قضائية ضده لعدم توفر الأدلّة.

وأعلن الزنايدي قبل عودته إلى تونس عن نيته الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقد أثار ترشحه جدلا بين مؤيد ومعارض. وكان في استقبال الزنايدي المئات من أنصاره الذين رفعوا شعارات مرحبة بعودته.

ومباشرة من المطار غادر الزنايدي في اتجاه مقبرة الجلاز حيث دفن والده منذ أشهر واستحال عليه حضور الجنازة نتيجة إجراء تحجير السفر عليه، وقد تعاطف كثير من السياسيين والإعلاميين مع الزنايدي في محنته وقتها وطالبوا بالسماح له بحضور الجنازة.

وقال الزنايدي أمس في كلمة مقتضبة أمام الحاضرين إنه ممتن لكل من استقبله وإنه اشتاق لتونس وشعبها، واعدا بأن يتحدث في الأيام القادمة عن الكثير من الأمور، وهو ما فهم منه المراقبون أمر الترشح للرئاسة وتقييم للوضع العام وموقفه من المشهد السياسي والفاعلين فيه بما في ذلك أمر التحالفات. وراج في الأيام الأخيرة حديث واسع عن أن الزنايدي سيكون المرشح الأبرز لرئاسة تونس.

وفي نفس سياق معركة الرئاسة، أكد مصطفى كمال النابلي، المحافظ السابق للبنك المركزي، أنه سيقدم أترشحه للانتخابات.

وأشار النابلي، والذي كان أحد وزراء الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، إلى أنه يخوض الانتخابات “كشخصية مستقلة”، مرحّبا بكل من يريد دعم ترشيحه سواء من وجوه مستقلة أو أحزاب سياسية.

وأجرى النابلي زيارة ميدانية لكل من مدينتي توزر وقفصة أجرى خلالها سلسلة لقاءات شملت رجال أعمال وأطباء ومواطنين عاديين بهدف تشكيل خلايا محلية وجهوية لإدارة حملته الانتخابية.

يشار إلى أن الجبهة الوطنية للإنقاذ أعلنت رسميا أن مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية هو مصطفى كمال النابلي بصفته شخصية مستقلة عن الأحزاب.

ويشارك في الصراع الانتخابي على كرسي الرئاسة العديد من الأسماء التي كانت تعمل في السابق مع بن علي، من بينهم سياسيون كانوا صنّاع قرار على جميع المستويات داخليا وخارجيا مثل كمال مرجان وزير خارجية بن علي الذي سبق أن مثل تونس في مؤسسات أممية في جنيف ونيويورك.

ويدعم كمال مرجان الكثير من النقابيين والأكاديميين اليساريين لاعتبارات عدّة أهمها خبرته الطويلة في العلاقات الدولية، وقد أبدى مرجان استعداداه للتعامل مع حركة النهضة الإسلامية التي اعتبرته في وقت ما مرشّحها التوافقي حسب تصريحات لبعض قيادييّها.

ويشترك كمال مرجان في خبرته الدولية مع مصطفى كمال النابلي، بالإضافة إلى نور الدين حشاد الذي تولى حقائب وزارية ودبلوماسية رفيعة في عهدي بورقيبة وبن علي، وهو نجل الزعيم النقابي فرحات حشاد والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سابقا. والملاحظ أنه من بين أبرز مرشحي الانتخابات الرئاسية القادمة في تونس، شخصيات كانت لها مواقع قيادية بارزة ومناصب سياسية مرموقة في عهدي بورقيبة وبن علي وهو ما أثار الكثير من الجدل حول إمكانية عودة النظام السابق في شكل جديد.

ويشتد التنافس بين شخصيات عملت مع بن علي وشخصيات كانت معارضة له مثل نقيب المحامين سابقا عبد الرزاق الكيلاني، وأحمد نجيب الشابي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، فضلا عن شخصيات مستقلة وحزبية من كل الأطياف السياسية.