وجه وزير الثقافة بحكومة الوفاق حسن أونيس انتقادات لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في ليبيا.
وقال اونيس في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "وهم كبير اسمه منظمات المجتمع المدني" إنه بعد سنة 2011، وبعد أن دخلت ليبيا عهدا جديداً عنوانه حرية الرأي والتعبير، ظهرت علينا عشرات المنظمات باختلاف أنواعها وميادين نشاطها، تكاثرت بطريقة لم تعرفها ليبيا من قبل، الأمر الذي رحب به الجميع واعتبروه بداية عصر جديد مزدهر من الحريات والممارسة المدنية الحقيقية للتعاطي مع الاحداث التي تمر بالوطن لكن للأسف كثرة هذا المنظمات لم تجعلها قوة فاعلة في المجتمع ومؤثرة في الرأي العام، في الوقت الذي كانت من المفترض أن تكون منظمات المجتمع المدني هي صانعة الرأي العام والمحرك الأول له، وهي المؤثرة الرئيسية في القرارات أو كل ما يجري من حولنا في الدولة الوليدة التي بدأت تتشكل، سواء بقبولها أو رفضها، تعديلها أو تغييرها".
وأضاف أونيس "من المفروض أيضا، أن المجتمع المدني هو مجموعة المنظمات والجمعيات غير الحكومية التي تكون مستقلة عن الدولة، ومهمتها تقديم خدمات أساسية للمواطنين في مجالات الصحة والتربية والزراعة والبيئة، كما تقدم خدمات تدريبية وتثقيفية وتنظيمية، والأهم أنها تشكيلات لا تقوم على مبدأ الربح والانتماء إلى أطراف سياسية بعينها والمساهمة في زرع الانقسام والفتنة ايضاً "
وتابع أونيس "هذا المفروض، وما يجب أن يكون، لكن على أرض الواقع، تحولت أغلب منظمات المجتمع المدني مهمتها الأساسية هي التواجد بكثافة عند الرخاء والهناء والاختفاء عندما يحتاجها الوطن، وليس هناك دليل أكثر مما نعيشه اليوم واقعاً ملموساً".
وأردف أونيس "إذا أخذنا بعين الاعتبار عامل (الاستقلالية) كشرط أساسي لإطلاق صفة المجتمع المدني على أي منظمة، فإن ما نراه اليوم هو مايمكن تسميته باستغلال حاجة الدولة للعمل المدني فقط لا غير".
وقال اونيس "بكل صدق وأمانة أقول لكم أتمنى نزع صفة المجتمع المدني على كل تلك الدكاكين والمنظمات وأن تبقى لدينا فقط الجمعيات الخيرية والثقافية والرياضية، وهي في الغالب إما مهمشة، أو أنها لم تجد من يأخذ بيدها".
وأضاف اونيس "في الحقيقة نحن نحتاج للكثير لتكون لنا منظمات مجتمع مدني فاعلة ومؤثرة وصادقة"، مردفا "ما دعاني لهذا موقف أغلب هذه المنظمات مما يجري في ليبيا وطرابلس تحديدا من حرب واعتداء غاشم، لم يحركوا لها ساكناً ولو ببنت شفة مع احترامي للقليل منها".