وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى جنوب السودان، اليوم، الجمعة، للضغط لوقف القتال المستمر منذ أكثر من أربعة شهور خلال المحادثات التى يجريها مع رئيس البلاد سلفا كير.

وزيارة كيرى لجنوب السودان هى أول زيارة يقوم بها كوزير للخارجية وجاءت بعد يوم من تجديده للتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات وتعبيره عن أمله فى نشر سريع لمزيد من قوات حفظ السلام. وقال إن الصراع يمكن أن يتحول إلى إبادة جماعية.و قال دبلوماسي اميركي يرافق الوزير الاميركي انه في ما يتصل بجنوب السودان، الدولة الفتية التي نشأت في يوليو 2011 برعاية الولايات المتحدة، سيدفع كيري "الطرفين (المتنازعين) الى احترام اتفاق وقف الاعمال الحربية الذي وقعاه ولم يحترماه ابدا".

كان اتفاق لوقف اطلاق النار وقع بالاحرف الاولى في 23 يناير في أديس أبابا لكنه ظل حبرا على ورق. واستؤنفت المفاوضات الاثنين في العاصمة الاثيوبية.والمواجهات التي خلفت آلاف القتلى، تدور منذ منتصف ديسمبر بين قوات الرئيس سلفا كير والمتمردين من انصار نائبه السابق رياك مشار. وقد تخللتها مجازر وتجاوزات بحق المدنيين على خلفية قبلية انطلاقا من انتماء كير ومشار الى قبيلتي الدنيكا والنوير، الاكبر في البلاد.

وقال الدبلوماسي الاميركي "يعتقد الطرفان انهما يستطيعان حسم (النزاع) عسكريا"، معتبرا ان النزاع في جنوب السودان "ليس معركة بين الدنيكا والنوير، بل هو معركة شخصية بين رياك مشار وسلفا كير".وأوضح بناء على ذلك أن واشنطن "ستوجه رسائل شديدة اللهجة الى الطرفين مفادها انهما سيتحملان المسؤولية اذا لم يتخذا التدابير الضرورية لوضع حد للاعمال العسكرية".

لكن الدبلوماسي لفت الى أن جون كيري لن يعلن فرض عقوبات على الجانبين، رغم أن الادارة الاميركية "تعمل على لائحة بافراد"، علما بان الاطار القانوني لهذه العقوبات جاهز منذ وقع باراك اوباما مرسوما رئاسيا في الثالث من ابريل.
والولايات المتحدة هي اكثر من عمل لنشوء جنوب السودان من تقسيم السودان، وقد كثفت ضغوطها لتفادي تفكك الدولة الفتية ولكن من دون جدوى حتى الان.

من جانبها، تؤكد الامم المتحدة ان الوقت ينفد وقد حذرت الاربعاء من ان البلاد "على شفير كارثة" مبدية مخاوفها من حصول ابادة وتكرار ما حصل في رواندا قبل عشرين عاما.وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي التي زارت جوبا ان "الخليط القاتل من الشكاوى المتبادلة والتحريض على الكراهية والمجازر الثأرية يكاد يصل الى درجة الغليان ويبدو ان لا المسؤولين السودانيين الجنوبيين ولا المجتمع الدولي يدركون الى اي مدى بات الوضع خطيرا".

وأوضح المستشار الخاص للامم المتحدة لمنع الابادة اداما دينغ الذي رافق بيلاي ان "التحريض على الكراهية" وارتكاب مجازر "على اساس اتني" يثيران مخاوف من ان "ينزلق هذا النزاع الى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها".واكد ان الامم المتحدة ستتخذ "كل الاجراءات الممكنة" بهدف "حماية سكان (جنوب السودان) من رواندا اخرى"، في اشارة الى الابادة التي خلفت 800 الف قتيل العام 1994، وخصوصا في صفوف اقلية التوتسي، والتي لم تتمكن الامم المتحدة من الحؤول دونها