رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فكرة الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الحوار بين طهران وواشنطن، خلال تصريحات صحافية، بوصفها "نفس العرض الذي طرحه على جون إف.كيري وبارك أوباما"، مشيراً إلى وزير خارجية ورئيس الولايات المتحدة السابقين.
وقال بومبيو: "الرئيس ترامب سيتخذ بوضوح القرار النهائي. ولكن هذا طريق سارت فيه الإدارة السابقة وأدى إلى (الاتفاق النووي الإيراني) الذي ترى هذه الإدارة والرئيس ترامب وأنا أنه كارثة".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في كلمة أذاعها التلفزيون أمس الأحد إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وبلغ ذروته مع اعتزام الولايات المتحدة شن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي وتراجع ترامب عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا يوم الأحد إنها قلقة من تصعيد التوتر في الخليج ومن مخاطر انهيار الاتفاق النووي مع إيران، داعية لاستئناف الحوار بين كل الأطراف.
وأضافت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي "نؤمن بأن الوقت قد حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار".
ورغم دعوته لإجراء محادثات مع زعماء إيران، قالت ترامب يوم الأربعاء إن العقوبات الأمريكية على إيران "ستزيد قريباً وبشكل كبير".
ورداً على العقوبات الأمريكية، التي استهدفت على نحو ملحوظ مصدر تدفق العائد الأجنبي الرئيسي لإيران المتمثل في صادرات النفط الخام، أعلنت طهران في مايو (أيار) عزمها تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.
وفي تحد لتحذير من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة مواصلة إيران الالتزام الكامل به، رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67 في المئة الذي يجيزه هذا الاتفاق.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي تحاول إنقاذ الاتفاق النووي بحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات، في بيانها المشترك "المخاطر تستدعي من كل أطراف (الاتفاق) التوقف والنظر في التداعيات المحتملة للإجراءات التي اتخذتها".
وقال زعماء إيران إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق إذا لم يف الأوروبيون بتعهداتهم بضمان المصالح الإيرانية بموجب الاتفاق.
وتنفي إيران أنها فكرت من قبل في تطوير أسلحة نووية.
وظهر خلال الأسبوع الأخير مؤشران إلى احتمال أن الولايات المتحدة تشير إلى زيادة الاستعداد للدبلوماسية.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز يوم الخميس إن واشنطن قررت في الوقت الحالي عدم معاقبة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الرغم من تصريح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في 24 يونيو (حزيران) إن عقوبات أمريكية ستصدر بحق ظريف خلال أيام، وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد إنهم منحوا ظريف تأشيرة لحضور اجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة إن ظريف وصل إلى نيويورك .
وقال بومبيو لواشنطن بوست إنه منح هذه التأشيرة ولكنه فرض قيوداً على تحركات ظريف أثناء وجوده في نيويورك ولن يُسمح له إلا بالتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية التي تبعد عن المقر ست بنايات ومقر إقامة السفير الإيراني بالأمم المتحدة.
وقالت واشنطن بوست إن بومبيو امتنع عن التعليق عندما سئل عما إذا كان سيحاول هو أو أي مسؤول أمريكي آخر التحدث مع ظريف هذا الأسبوع أو في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول.
وعلى الرغم من اتهام ظريف باستغلال حرية الصحافة في الولايات المتحدة "لنشر دعاية خبيثة" قال وزير الخارجية الأمريكي للصحيفة إنه سيقبل أي عرض للظهور في التلفزيون الإيراني.
وتقول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها مستعدة لإجراء مفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً فيما يتعلق بالمسائل النووية والأمنية.
غير أن إيران اشترطت قبل إجراء أي محادثات السماح لها بتصدير نفس كمية النفط الخام التي كانت تصدرها قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو (أيار) 2018.
وقال روحاني "نؤمن دائماً بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أمريكا اليوم والآن وفي أي مكان".