قال وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي ان الأوضاع في تزداد سوءا كل يوم جديد ، ودعا في حوار مع « بوابة افريقيا الاخبارية» الى ضرورة التوصل الى حوار بين الفرقاء الليبيين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، نافيا أن تكون هناك خلافات بين دول الجوار حول أهمية التعجيل بإيجاد حل للأزمة الليبية ،مضيفا ءأن الإرهاب القادم من ليبيا بات يؤرق بلاده
وفي ما يلي نص الحوار
هل تشعرون بخطر قادم من ليبيا ؟
بالطبع نحن منشغلون ومنزعجون من تكرار إختطاف التونسيين وإستهدافهم ، فقد تم مؤخرا إختطاف الصحفيين سفيان الشوريان ونذير القطاري وكذلك عون من أعوان سفارتنا بطرابل ولحد الآن لا نعرف الأطراف التي نفذتها عمليات الأختطاف ولا أهدافهم من ذلك ، وهذا من شأنه أن يبعث نوعا من الإنزعاج والإمتعاض لدى الرأي العام الوطني التونسي
كما أن الإرهاب القادم من ليبيا بات يؤرّقنا ويؤرق جميع دول الجوار والمنطقة ككل ، لذلك نعمل على حثّ الفرقاء الليبيين على تجاوز خلافاتهم السياسية والبحث عن حل يرضي جميع الأطراف ويحقق المصالحة الوطنية ويبني الدولة المدنية الديمقراطية التعددية القادرة على إستيعاب جميع الأطراف التي تؤمن بتلك القيم
ومع ذلك ، نعمل على المساهمة في الخروج من ليبيا من المأزق الحالي والوصل بها الى حل سلمي ومصالحة وطنية شاملة لأن أمنا مرتبط بأمن ليبيا ، ومصالحنا من مصالح ليبيا ، وإزدهار تونس من إزدهار ليبيا ،
وماذا عن التطرف الديني الذي بات يعصف ليبيا ويهدد تونس خصوصا مع إعلان داعش عن وجودها في الشرق والغرب الليبيين ؟
المشكل أنه كل يمر يوم جديد كل ما تزداد الأمور تعقيدا في ليبيا ، والأشقاء الليبيون واعون بهذا الشأن ، واللليبيون ليسوا جميعا متطرفين ، ومن المصلحة الوطنية الليبية أن يتم حل القضايا العالقة بسرعة لقطع الطريق أمام إتساع الحضور الإرهابي ، وأعتقد أن من واجب كل الدول التي لها تأثير على الوضع الليبي مثل مصر وتونس والجزائر وقطر وتركيا والأمارات وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وغيرها أن تضغط على الأطراف الليبية وتدفع بها الى طاولة حوار ، قد تقول لي أن الأمر ليس بسيطا ، نعم الأمر ليس بسيطا ،ولكن ما هو البديل ؟ البديل لن يكون غير حرب أهلية شاملة تأكل الأخضر واليابس
هل هناك توافق حقيقي بين دول الجوار لإيجاد حل للأزمة الليبية ؟
على عكس ما يقال في وسائل الإعلام أستطيع التأكيد على أنه لا توجد خلافات عميقة بين دول الجوار الليبي ، لا أعتقد أن دولا كمصر أو الجزائر أو تونس أو النيجر أو تشاد لا يهمها الإستقرار في ليبيا ، لكن هناك إختلاف في وجهات النظر والرؤى حول كيف يكون ذلك الإستقرار ، والإجتماعات التي نعقدها تدخل في هذا الإطار وهو كيف نوحّد مواقفنا من ليبيا وتشجيع الليبي على الحوار الوطني والحل السلمي والمصالحة الوطنية ، قد تحتلف الرؤى ولكن الهدف واحد
وماذا عن الجالية في تونس وكيف تتعاملون معها ؟
الجالية الليبية في تونس كبيرة فعلا ، وقد سألني أحد الصحفيين : كيف تتعاملون مع اللاجئين الليبيين فقلت له : ليسوا لاجئين وإنما هم ضيوف كرام على تونس ،
وحسب أرقام وزارة الداخلية هناك مليون و800 ألف ليبي في تونس بين مستقرين وزائرين ، ويوميا يدخل الى التراب التونسي من بين خمسة وسبعة آلاف زائر ليبي ، أي حوالي 180 ألف شهريا ، والقليل فقط منهم يغادر ، وهم ما يمثّل عبئا على الإقتصاد التونسي الذي يتميّز بأنه إقتصاد مدعّم من ميزانية الدولة ، ورغم ترحيبنا بالأخوة الليبيية فإن وجودهم بهذه الكثافة تسبب في تداعيات إقتصادية صعبة ، وسنجلس قريبا مع مسؤولين ليبيين لنطلب منهم الإتفاق حول بيعنا النفط الليبي بأسعار تفاضلية وليس بتسعيرة السوق التي يتم التعامل بها معنا من قبل الحكومة الليبية ، فمن الضروري أن نصل الى إتفاق في هذا الإطار كالإتفاق الحاصل بين ليبيا ومالطا وبين العراق والأردن ،ونحن كما نساعد الإخوة في ليبيا ننتظر منهم مساعدتنا في صفقات النفط على الأقل .