قالت الإذاعة الإسرائيليّة العامّة باللغة العبريّة (ريشيت بيت) الثلاثاء إنّ وزير الخارجيّة، أفيغدور ليبرمان، يبدأ اليوم، جولة في دول أفريقية، تستمر 10 أيام، وتشمل رواندا وساحل العاج وغانا وأثيوبيا وكينيا، لافتةً إلى أنّه  يُرافق ليبرمان في هذه الجولة وفدًا من معهد التصدير الإسرائيلي يمثلون 50 شركة إسرائيلية وعددًا من أعضاء الكنيست.

ونقلت الإذاعة عن ليبرمان قوله إنّه توجد للعلاقات بين إسرائيل وهذه الدول الأفريقية أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل من النواحي الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وتابع ليبرمان قائلاً إنّ إفريقيا هي غاية هامة في السياسة الخارجية الإسرائيليّة، مشدّدًا على أنّه سيقوم ببذل الجهود السياسيّة من أجل قبول إسرائيل، في العام الحالي، كدولة مراقبة في منظمة الدول الأفريقيّة، على حدّ تعبيره.

وفي هذه العُجالة لا بدّ من الإشارة إلى أنّه لا يختف اثنان على أنّ السعي الإسرائيليّ للخروج من عزلتها والحصول على المزيد من الشرعية الدولية وإفشال الجهود الغربيّة والعربيّة التي تسعى لإحكام الحصار حول الكيان الصهيونيّ، يشمل أيضًا إقامة علاقات دبلوماسيّة مع اكبر عدد ممكن من الدول الأفريقيّة كمدخل للقيام بنشاطات أخرى اقتصادية وأمنية، وكوسيلة لنفي الصورة العنصريّة للدولة العبريّة، من خلال القيام بنشاطات إعلاميّة وثقافيّة وتقديم مساعدات متنوعة، وفي هذا السياق اتفق المفكرون والباحثون المتخصصون في الدراسات الصهيونيّة والإسرائيليّة على أن إستراتيجية إسرائيل العليا، تقوم في الأساس على العقيدة الصهيونيّة التي تعتبر إسرائيل ثمرة لها.

وهي تتأثر بشكل قويّ ومباشر بالكيفية التي نشأ بها هذا الكيان كدولة على جزء هام وأساسي من إقليم فلسطين، والوضع الجيو-استراتيجيّ لهذا الإقليم في قلب العالم العربي ّ، وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، من هنا يتبين أنّ الأمن القومي بمعناه الشامل، يُمثل الهدف الأول في التخطيط الاستراتيجيّ الإسرائيليّ على جميع المستويات السياسيّة والعسكريّة والجغرافيّة، وبالتالي فإنّ التوسع الإقليميّ وزيادة مساحة الأراضي التي تحتلها إسرائيل بصورة مباشرة في فلسطين والبلدان العربية المجاورة، أوْ التي تُسيطر عليها سيطرة نفوذ سياسي أوْ اقتصادي في مدى الدوائر الحيوية لأمنها القومي، حسب تصورات قادتها ومفكريها الاستراتيجيين، إنمّا ترمي إلى زيادة عمقها الحيوي لتطبيق سياسة الهجرة والاستيطان وإلى إيجاد حقائق بشرية ومادية على أرض الواقع تمثل تحديًا بالغ الخطورة في وجه عودة الحقوق العربية السليبة. علاوة على ذلك، ينظر الإسرائيليون إلى أنّ أقطار القارة الأفريقيّة، هي أقطار متخلفة وقابلة لغزوها اقتصاديًا واجتياح أسواقها واستثمار مواردها الطبيعية.

وقد أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق آبا ايبان في كلية الدفاع الوطني عام 1964 أنّ مستقبل الدولة العبريّة الاقتصادي سيعتمد، إلى حدٍ كبيرٍ، على نشاطها الاقتصادي في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهذا بدوره يفرض عليها تطوير شبكة علاقاتها مع هذه الدول. وبالإضافة إلى المكسب الاقتصاديّ دعا ايبان إلى السعي للتقارب مع الدول الأفريقيّة الحديثة الاستقلال لاستمالتها والحصول على تأييدها في المحافل الدوليّة. كما أنّه من الأهميّة بمكان التذكير بأنّ مًنْ يُطلقون عليه مؤسس دولة الاحتلال، رئيس الوزراء الأوّل في إسرائيل، دافيد بن غوريون، قد حدّدّ غاية إسرائيل من التحكم بمنافذ البحر الأحمر بثلاثة أهداف: جعل البحر الأحمر منفذًا إسرائيليًا إلى القارة الأفريقية والشرق آسيوية، استخدامه كشريان إسرائيليّ والإفادة منه عوضًا عن قناة السويس، وتفكيك الروابط القومية للعالم العربيّ، ولهذا سعت وما تزال إسرائيل إلى إشعال نيران الحروب في أفريقيا لاستغلالها في زيادة نفوذها وحضورها هناك. وبحسب مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ فهناك تنافس محموم بين إسرائيل وإيران في إفريقيا، وقد أدّى ذلك إلى الاستقطاب الدوليّ علي القارة الإفريقيّة، حيث تًعاني كل من إسرائيل وإيران عزله في محيطها الإقليميّ، لذلك تحاول أن تجد دعم ومساندة من بعض الدول الإفريقيّة.

*رأي اليوم