أوجز وزير الداخليّة التونسي، لطفي بن جدو، في حوار نشرته صحيفة "العربي الجديد"، المخاطر الأمنيّة التي تحيط بالبلاد، محلياً وإقليمياً، مشيراً إلى معلومات استخباريّة عن إعداد كتيبة "عقبة بن نافع"، لعمليّات تخريبية اليوم السبت وغداً الأحد، تزامناً مع إجراء الانتخابات الرئاسيّة. ويؤكّد أنّه لا يمكن القضاء على ظاهرة الإرهاب جذرياً في تونس إلا بمهاجمة المجموعات المتحصّنة في الجبال.

وقال إن محاربة الاٍرهاب جهد يومي، والمعلومات التي تقدمها أجهزة الاستخبارات تؤكّد وجود تحرّكات للإرهابيين في الجبال، خصوصاً ليلاً، وهم يصرّون على وجود عمليّات نوعيّة ممكنة، أطلق عليها أبو لقمان تسمية "الزلزال" للتأكيد على قوّتها وأهميتها. لكنّنا نواجه هذه التهديدات، باستعدادات كبيرة، أوّلها مضاعفة الجهد باعتماد نظام العمل لمدّة اثنتي عشرة ساعة، وأغلقنا جميع مداخل المدن، وأقمنا دوريات تربط بين كلّ المراكز ووضعنا الكمائن.

ويبدو أنّ هذا النسيج الأمني الناجع، الذي اعتدنا عليه خلال الانتخابات التشريعيّة، ضايقهم كثيرا، فجمّعوا قواهم من جديد. تفيد معلوماتنا بأن حوالي ثلاثين متمرّساً من الجزائريين انضموا أخيراً لدعم "كتيبة عقبة بن نافع"، ولدينا معلومات مؤكّدة حول عزمهم القيام بعمليات هذا الأسبوع، وخصوصاً يوم الصمت الانتخابي، أي اليوم السبت، أو صبيحة الأحد، أي يوم الانتخابات الرئاسيّة، لزرع الخوف في نفوس المواطنين وإجهاض العمليّة الانتخابيّة.

وأعتقد أنّه لا بدّ من حسم الأمر سريعاً، بقوات خاصة للحرس والجيش، نمنحها المبادرة لمهاجمة الجبل ومحاصرتهم ومقاومتهم في حرب عصابات، لأنّ هناك من يتولى إمدادهم بالأكل والأدوية. لن نقضي على الإرهاب إلا بمحاربته ومهاجمته في الجبل، ولا بّد من إنهاء الأمر بالقضاء عليهم وإنهاء الأمر جذرياً، لأنّ عدد الموجودين في الجبال لا يتجاوز المائة، وقد تبين لنا من خلال عمليات استباقيّة، أنّهم يخططون لاستهداف العملية الانتخابيّة.