قبيل سويعات من ترك منصبه لسلفه في حكومة الصيد، في حال تمت المصادقة عليها أمام نواب الشعب غدا الأربعاء 4 فيبراير الجاري، قال وزير الشؤون الدينية في حكومة مهدي جمعة المتخلية، منير التليلي، إن أهم منجزات قامت بها الوزارة خلال سنة 2014 هو استرجاع 149 مسجدا كانت خارج سلطة الدولة التونسية، بعد أن سيطر عليها التكفيريون و المتشددون خلال حكم الترويكا بنسختيها الأولى و الثانية، مضيفا أن استراتيجية استعادة المساجد و دور العبادة الخارجة عن السيطرة واجهت عديد الصعوبات و العراقيل نظرا لوجود عدد هام من المساجد التونسية تحت قبضة المتشددين خلال السنوات المنقضية، إضافة إلى أن هذه العملية استدعت ضرورة إيجاد بدائل تستجيب للمواصفات المطلوبة التي وضعتها الوزارة لسد الشغورات الحاصلة بعد تغيير الأيمة و الخطباء و المؤذنين المتشددين، و هو ما تطلب فترة زمنية طويلة نسبية من أجل تفعيل الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة المتخلية و وزارة الشؤون الدينية لتحقيق النتائج المرجوة وفق كلامه.

و أكد وزير الشؤون الدينية التونسي، في تصريح حصري ل " بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الثلاثاء 3 فيبراير 2015 أن تحييد المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة تم كذلك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية و العدل و عبر مراسلة الوعاظ المحليين و الجهويين كل أسبوع تقريبا للنظر في الخطط المنفلتة و إيجاد الحلول لها. و أوضح في الأثناء أن وزارته قطعت أشواطا هائلة في الغرض ملاحظا أن الصعوبات المالية المتمثلة في انخفاض مقدار المنح التي تتقاضاها الإطارات المسجدية ( 240 دينار) لعبت كذلك دورا في عرقلة وجود البدائل التي ستحل محل العناصر التي يتم إقالتها أو إنهاء مهامها. و تابع في ذات الإطار بأنه حرص على الترفيع في قيمة المنح المسندة للإطارات الدينية إلا أن ضعف الميزانية الموكولة للوزارة و ضعف مواردها إضافة إلى الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد ككل حال دون ذلك. واستطرد أنه مع ذلك تم إعداد خطة مدروسة للترفيع في هذه المنح خلال سنتي 2014 و 2015 على حد قوله.

و بخصوص عزل إمام جامع الزيتونة المعمور، حسين العبيدي، أشار الوزير إلى أنه تم العمل على دفع هذا الأخير إلى التفريق بين المنبر و المشيخة كما تمت دعوته إلى التحاور مع وزارة الإشراف، إلا أنه لم يتفاعل بإيجابية مع هذه الدعوات مبينا أن قضايا عدة كانت مرفوعة ضد الشيخ العبيدي حتى قبل تعيينه شخصيا على رأس الوزارة. و أضاف أن مهمة عزل إمام جامع الزيتونة الأعظم لم تكن ممكنة خلال السنوات الفارطة نظرا لعدم استرجاع وثيقة التعليم الزيتوني الممضاة بين المشيخة و وزارت الشؤون الدينية و التربية و التعليم العالي بتاريخ 12 مايو 2012 أي خلال حكم الترويكا كما أنه كانت هناك أكثر من واجهة مفتوحة على أكثر من باب، لا سيما تلك المتعلقة بتحييد المساجد و الخطر المتنامي للجماعات التكفيرية التي تسيطر عليها، مبينا أنه بعد استرجاع الوثيقة المذكورة تم حل هذا الإشكال بطريقة قانونية و بالتالي تم عزل العبيدي حسب كلامه.

و بين منير التليلي، أن قرار الهيئة الوقتية لجامع الزيتونة المعمور ساعدت في عزل الشيخ العبيدي من المشيخة و من على المنبر خاصة بعد سحب وثيقة التعليم الزيتوني منه، معقبا في ذات الصدد أن قرار سحب الوثيقة آنفة الذكر لا يعني البتة أنه ضد مشيخة الجامع أو ضد التعليم الزيتوني منهيا كلامه بأنه تم الإتفاق مع الهيئة الوقتية على انتخاب هيئة جديدة لمشيخة الجامع خلال الفترة المقبلة.